ضمن جهودها المستمرة لتصحيح الشائعات والمعلومات المغلوطة المتداولة حول اللاجئين السوريين، تواصل دائرة الاندماج والتواصل التابعة لمديرية الهجرة التركية إجراء ورشات عمل مختلفة تعقدها في كافة الولايات التركية مؤخراً في هذا الصدد.
وفي تصريح لوكالة “الأناضول”، قال رئيس دائرة الاندماج والتواصل “أيدن قاضي أوغلو” بأن هذه الورشات هامة وذات دور كبير في تصحيح المعلومات الخاطئة المتعلقة بـ “الضيوف السوريين”، مضيفاً أنها موجهة في الدرجة الأولى إلى المدرسين ورجال الدين، ليتمكنوا بدورهم من تصحيح تلك المعلومات لأكبر شريحة من المجتمع التركي.
وأكد قاضي أوغلو بأنهم قد أعدوا كتيّبات ومقاطع مصورة ورسوماً بيانية لتصحيح الشائعات المتداولة حول السوريين، وأضاف قائلاً: “يأتي في صدارة تلك الشائعات حصول السوريين على رواتب شهرية من الحكومة التركية، إضافة إلى معلومات أخرى متعلقة باستفادتهم من خدمات لا أساس لها من الصحة”.
إقرأ أيضاً : وزير التربية التركي يعلن قرارات وخطوات جديدة بخصوص الطلاب السوريين في المدارس التركية
مشيراً في سياق حديثه بأنهم يخططون لعقد الورشات في 21 ولاية مختلفة حتى شهر نيسان أبريل من العام القادم 2020، على أن تشمل تلك الورشات كافة الولايات التركية مع نهاية العام القادم ذاته.
كما لفت الانتباه إلى احتضان بلاده لخمسة ملايين أجنبي ينتمون لـ 192 جنسية مختلفة، بينهم 3.6 مليون “ضيف سوري شقيق” في إطار نظام الحماية المؤقتة التي منحتهم إياها تركيا، وقرابة مليون آخرين قدموا لأسباب مختلفة كالدراسة والدوافع الاقتصادية.
وختم المسؤول التركي حديثه مؤكداً على أنهم يحرصون على تعريف الضيوف الأجانب بأعراف وعادات المجتمع التركي إضافة إلى المسؤوليات المترتبة عليهم في سبيل ضمان العيش المشترك، مشيراً إلى أن أنشطتهم تلك لا تعني بالنتيجة بقاء أولئك الضيوف في تركيا إلى الأبد، على حد قوله.
جهود حثيثة
وكان قاضي أوغلو قد صرح في شهر أيلول سبتمبر الماضي أيضاً بأن الحكومة التركية تولي اهتماماً خاصاً لتصحيح الشائعات المنتشرة ضد السوريين، والتي يتم تناقلها في المجتمع التركي بشكل كبير وخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأوضح قاضي أوغلو بأن دائرة الهجرة قامت بجمع تلك الشائعات في ورقة واحدة وبدأت بتوزيعها على المواطنين الأتراك أملاً في تصحيحها، مضيفاً بأنه يجرى العمل على توضيح حقوق وواجبات السوريين في تركيا من خلال أفلام تعريفية ومنشورات تم وضعها في الأماكن العامة وعلى مواقع التواصل.
وأشار المسؤول التركي إلى أنه ومن بين المعلومات المغلوطة التي تلاحق السوريين: “حصولهم على راتب شهري من الحكومة، ومساعدات متنوعة، ومنحهم منازل مجانية من قِبَل شركة الإسكان التركية (توكي)، وارتفاع معدل ضلوعهم بالجرائم، ودخولهم الجامعات دون إجراء الاختبارات اللازمة”.
عدم تصديق الشائعات
وشدد قاضي أوغلو في حديث على ضرورة أن يعرف السوريون مالهم وما عليهم، وعدم تصديق كل ما يسمعونه، ومتابعة حسابات دائرة الهجرة على مواقع التواصل للحصول على معلومات دقيقة وموثوقة والاتصال بالرقم 157 للاستفسار عن أيّ موضوع، مشيراً إلى أن الإجابة ستكون بست لغات من بينها العربية.
وكان حزب “العدالة والتنمية” الحاكم في تركيا قد أوكل خلال اجتماع لقياداته أواخر شهر تموز يوليو الماضي مهمة محاربة الشائعات التي يتعرض لها السوريون ودحضها وإظهار عدم صحتها للرأي العام، مشدداً على ضرورة التصدي لـ “الحملات السوداء” التي تلاحقهم وعقد لقاءات مع المواطنين الأتراك لتوضيح عدم صحتها.