خلال دورة مجلس الأمن الدولي المنعقدة حالياً ضمن المقر الدائم للأمم المتحدة في نيويورك، وفي سياق الجلسة التي تمت يوم أمس حول الملف السوري، أبلغ المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا “غير بيدرسون” مجلس الأمن الدولي باتفاق أعضاء “اللجنة الدستورية السورية” على العودة مجدداً إلى جنيف لاستئناف اجتماعاتها، وذلك يوم الاثنين القادم.
وقال بيدرسون خلال الجلسة: “في الثلاثين من تشرين الأول أكتوبر الماضي، اجتمع 150 من السوريين بجينيف في إطار اللجنة الدستورية، وكان هناك 50 عضواً رشحتهم حكومة نظام الأسد، 50 عضواً رشحتهم لجنة المفاوضات السورية المعارضة، و50 من نشطاء المجتمع المدني والخبراء وغيرهم من المستقلين من داخل سوريا وخارجها”.
وتابع بقوله: “اتفق الأعضاء على تقديم رؤيتهم في اليومين المقبلين لمستقبل الترتيبات الدستورية، كما اعتمد بتوافق الآراء مدونة لقواعد السلوك ومجموعة من الممارسات الإجرائية الأولية”.
إقرأ أيضاً : مشاورات بين الجانبين الروسي والأمريكي حول السيطرة شرقي الفرات
وقال: “تم أيضا الاتفاق على 45 اسما للعمل معا في الهيئة المصغرة المكونة من 15 عضوا من كل 50 عضوا لاستعراض الأفكار والمقترحات التي وردت في الخطب التي ألقاها الأعضاء في الهيئة المكبرة، وتبادلوا الآراء بشأن المبادئ الدستورية الممكنة، واتفق الجميع على العودة لجنيف في 25 هذا الشهر”.
ووجه بيدرسون خلال إفادته مناشدة إلى المجتمع الدولي بأن “يبتعد عن أي اتجاه يمكن أن يؤدي إلى حريق دولي أوسع في سوريا، وعن مواصلة انتهاك سيادة هذا البلد واستقلاله ووحدة أراضيه”، على حد قوله.
وقال: “يجب تعميق الثقة بين أبناء الشعب السوري في عمليتهم السياسية، وهذا يتطلب أن تتغير الديناميكيات الموجودة على الأرض، وهذا يجب أن يبدأ بالاحترام الكامل للقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان وحماية المدنيين”.
استنكار دولي
إضافة إلى ذلك، أعرب بيدرسون عن قلقه البالغ إزاء تجدد العـ.نف في إدلب حيث يعيش ثلاثة ملايين مدني، إضافة للتصعيد والقـ.صف الجوي “الذي شهدناه خلال الأسابيع الماضية، فضلاً عن الهـ.جمات الأرضية من قبل كافة الأطراف” على حد قوله
وخلال الاجتماع ذاته، دعا المبعوث الأمريكي إلى سوريا “جيمس جيفري” إيران إلى التوقف عن نقل الأسلـ.حة إلى داخل سوريا ووقف عمليات “الحرب بالوكالة” التي تقوم بها.
وطالب المبعوث الأمريكي المجتمع الدولي بضرورة “زيادة الضغط على نظام الأسد، لأنه بدون تلك الضغوط لن تتحقق الأهداف المنشودة التي دعا اليها قرار مجلس الأمن 2254.
تصعيد وضحايا
واعتبر جيفري في إفادته خلال الجلسة بأن “اجتماع اللجنة الدستورية في جنيف في الثلاثين من تشرين الأول أكتوبر الماضي كان خطوة إيجابية نحو إحلال السلام في سوريا”، على حد قوله.
وكان مجلس الأمن الدولي قد عقد خلال اليومين الماضيين جلسات لمناقشة مستجدات الوضع في سوريا على الصعيدين السياسي والميداني، في وقت تشهد فيه محافظة إدلب السورية تصعيداً عدوانياً مكثفاً من قبل نظام الأسد وحليفه الروسي منذ مطلع الشهر الجاري، موقعاً عشرات المدنيين والأطفال، ومؤدياً إلى مزيد من التهجير والتشريد.