يبدو بأن تركيا قد بدأت فعلياً بتنفيذ تصريحات مسؤوليها باستئناف العمليات العسكرية في مناطق شرق الفرات بسوريا، الأمر الذي لوحت به مراراً خلال الأيام القليلة الماضية بسبب عدم التزام كل من روسيا والولايات المتحدة الأمريكية بسحب ميليشيات “قسد” من المناطق المتفق عليها سابقاً.
ومنذ يوم أمس، تشهد بلدة “عين عيسى” شمال محافظة الرقة معـ.ارك بين ميليشيات “قسد” المدعومة من قوات نظام الأسد، و”الجيش الوطني السوري” المدعوم من الجيش التركي، بينما عاد الطيران الحربي التركي بشكل واضح إلى الأجواء في تلك المنطقة بعد أن غاب لفترة طويلة منذ توقيع الاتفاقيات الآنفة الذكر.
في هذا الصدد، أكد الجيش الوطني عبر معرفاته الرسمية يوم أمس السبت استهداف الطائرات التركية لمواقع ميليشيات “قسد” قرب منطقة مخيم عين عيسى، وأظهر تسجيل مصور انطلاق سحب الدخان التي نتجت عن القـ.صف الجوي التركي في محيط عين عيسى.
إقرأ أيضاً: نظام الأسد ينسحب من مناطق جديدة شرق الفرات ويتخلى عن قسد
وبالمجمل، تدور المعـ.ارك الآن بين تلك الأطراف بالقرب من الطريق الدولي “M 4” على محاور عين عيسى شمالي الرقة وتل تمر بريف الحسكة، وسط قصـ.ف مدفـ.عي وصاروخي مكثف ومتبادل في المنطقة.
وحول هذا الموضوع، صرح الناطق باسم الجيش الوطني الرائد “يوسف حمود” بأن الأعمال القـ.تالية بين الجيش الوطني وميليشيات “قسد” مستمرة على محوري تل تمر بريف الحسكة ومحاور عين عيسى شمال الرقة، وذلك ضمن المعارك المستمرة لإبعاد ميليشيات “قسد” عن الحدود التركية والمنطقة الآمنة المزمعة.
وقال حمود أيضاً: “قواتنا تقدمت لتحرير مواقع انطلاق القوات المعادية، التي كانت تنفذ تسللات باتجاه مناطق سيطرتنا، وتم خلال الهجوم السيطرة على موقعين لـقسد في محيط عين عيسى”، بحسب تصريحه.
مناطق جديدة
ويوم أمس، تمكن الجيش الوطني من السيطرة على عدة قرى في محيط بلدة عين عيسى، وذلك إثر هـ.جوم على مواقع ميليشيات نظام الأسد و”قسد” في المنطقة، الأمر الذي سبب تخبطاً وخلافاً بين ميليشيات كل من هذين الأخيرين.
وكان الجيش الوطني السوري قد بدأ هجـ.ومه بدعم من المدفعية والطيران التابعين للجيش التركي، وهاجم مواقع الميليشيات قرب بلدة عين عيسى وتمكن من السيطرة على عدة مواقع وقرى في محيطها، من بينها قرية “صيدا”.
هل انهارت الاتفاقيات؟
وقد سببت سيطرة الجيش الوطني على قرية صيدا نـ.شوب خلاف شديد بين كل من ميليشيات “قسد” وميليشيات الأسد، إذ انسحبت الأخيرة من المنطقة إلى داخل اللواء 93 عقب تقدم الجيش الوطني، ورفضت مواصلة القتـ.ال، بينما تكبدت ميليشيات “قسد” خسائر بشرية ومادية كبيرة خلال المواجهات الدائرة في المنطقة، الأمر الذي دعاها لاستقدام المزيد من التعزيزات.
وتأتي هذه المعارك في المنطقة بعد أن هددت تركيا باستئناف العمليات العسكرية في وقت سابق، مؤكدة بأن الميليشيات قد واصلت الهـ.جمات والتحـ.رشات، وأن كلاً من روسيا والولايات المتحدة لم تنفذا تعهداتهما بحسب الميليشيات كما نصت الاتفاقيات الموقعة بينها وبين تركيا خلال الشهر الماضي.