تخطى إلى المحتوى

الرجل البخاخ يعود إلى شوارع المناطق السورية المحتلة (صور)

عادت ظاهرة الكتابة على الجدران مجدداً وبقوة في الآونة الأخيرة كوسيلة للاحتجاج على ممارسات نظام الأسد، وذلك في شوارع المناطق الخاضعة لسيطرة النظام في سوريا، وخاصة بعد ان تمكن نظام الأسد خلال العام الماضي 2018 من إعادة احتلال العديد من المناطق ذات القاعدة الشعبية المؤيدة للثورة في دمشق وريفها ودرعا وحمص وغيرها.

وفي هذا الصدد، بثَّ ناشطون صوراً تظهر عبارات كتبت على جدران مدينة “كناكر” التابعة إدارياً لمنطقة “قطنا” ناحية “سعسع” في ريف دمشق الخاضع مؤخراً لسيطرة نظام الأسد.

وتظهر في الصور عبارات تقول “المعـ.تقلين قضيتنا”، “فداك الروح يا معـ.تقل”، ” بدنا المعـ.تقلين يا خـ.ونة”، “يا معتـ.قل ما بنساك”، وكل مدونة على الجدران تحتها تاريخ الثالث والعشرين من الشهر الحالي، دون أن يظهر بجانبها أي شخص.

وتعيد هذه الطريقة في الثورة والاحتجاج إلى أذهان السوريين ظاهرة انطلقت منذ بدايات الثورة السورية وعرفت باسم “الرجل البخاخ”، والذي بات رمزاً وكناية عن كتابة العبارات المناهضة للنظام على الجدران وفي الأماكن العامة.

إقرأ أيضاً : بالترافق مع هتافات الثورة الأولى مظاهرات ليلية في درعا تطالب بإسقاط النظام (فيديو)

وتشهد محافظة درعا أيضاً بمختلف مناطقها منذ حزيران يونيو الماضي ظاهرة مماثلة لازالت مستمرة إلى اليوم، فرغم وقوع محافظة درعا بأريافها ومدنها تحت أسر “المصالحات” مع نظام الأسد منذ حوالي عام تقريباً، إلا أن جمر الثور لا زال متقداً في المحافظة التي اشتـ.عل منها فتيل الثورة منذ آذار مارس 2011.

وكظاهرة تؤكد استمرار روح الثورة في المحافظة، تشهدت بلدات في ريف درعا بين الفينة والأخرى انتشار ملصقات ومناشير جدارية تحوي كتابات ثورية موجهة ضد نظام الأسد وعناصر “المصالحات” في الشوارع العامة.

ورصد ناشطون انتشار تلك الملصقات على جدران منازل بلدة “سحم الجولان” بريف درعا الغربي في حزيران يونيو الماضي، والتي تحوي كلمات تدعو إلى التمـ.رد والعصـ.يان العسكري ضد نظام الأسد.

ملصقات وكتابات

وطالبت تلك الملصقات أهالي درعا بعدم إرسال أبنائهم إلى جيش الأسد للقتال ضد الثوار في إدلب بشمال سوريا، وجاء فيها: “أهل إدلب ثاروا من أجلنا فلنحرص على ألا نرسل أبناءنا لقتـ.لهم”، كما تؤكد منشورات أخرى على استمرار الثورة ضد النظام.

وتأتي هذه الانتفاضات الثورية بالترافق مع ارتفاع وتيرة الانشقاقات عن قوات الأسد في محافظة درعا، إضافة لانشقاق أبناء درعا على جبهات ريفي حماة وإدلب، والتي أجبروا على القتال فيها ضد إخوانهم من الفصائل الثورية.

ويأتي هذا الرفض القاطع من أبناء درعا للقتال في جبهات ريفي حماة وإدلب بعد أن شاهدوا كيف يرمي بهم النظام إلى الجبهات ليموتوا فيها بالآلاف دون أي حساب، كما أعربوا عن رفضهم لقتال الفصائل الثورية التي كانوا جزءاً منها في يوم من الأيام.

استمرار المظاهرات

ومطلع الشهر الحالي، خرجت مظاهرة شعبية للمرة الأولى في بلدتي “سحم الجولان” و”جلين” بريف درعا الغربي رافضة لوجود الميليشيات الإيرانية ومطالبة بطردها من الجنوب السوري، بينما انتشرت كتابات مناهضة للميليشيات وتتوعد باستهدافها في بلدتي “الغارية الشرقية” و”الكرك” غرب درعا.

وفي الأسبوع الماضي، خرجت عدة مظاهرات للمدنيين في ريف درعا الغربي طالبوا فيها بطرد الميليشيات المدعومة إيرانياً من محافظة درعا وإسقاط نظام الأسد، وقد جابت المظاهرات شوارع بلدات كل من “تل شهاب” و”العجمي” و”وزيزون” غرب درعا، وحمل فيها المتظاهرون لافتات تطالب بفك أسر المعتقلين في سجون نظام الأسد وإسقاط نظامه.

كما انتشرت ملصقات جدارية منذ يوم الاثنين الماضي في 13 مدينة وبلدة في ريف درعا الغربي تضمنت مطالبات بطرد إيران من سوريا وكشف مصير المعتقلين القابعين في سجون نظام الأسد، وأظهر تسجيل مصور بأنه قد تم خلال المظاهرة رفع المتظاهرين للافتات تطالب بالإفراج عن المعتقلين وأخرى تطالب بخروج إيران وميلشياتها من المنطقة.

مدونة هادي العبد الله