تخطى إلى المحتوى

سوريون مزيفون في الجزر اليونانية للحصول على اللجوء الإنساني في أوربا

طوال ثماني سنوات من الحرب المسلطة على رقاب السوريين، والتي جعلت أكثر من نصف الشعب السوري مهـ.جراً ومشـ.رداً داخل أو خارج البلاد، فتح باب قبول لجوء السوريين في دول القارتين الأمريكية والأوربية باباً عريضاً لكثير من المدعين والمخادعين الذين ركبوا موجة اللجوء العاتية، واستفادوا – في خضم الفوضى – من ميزات اللجوء وتساهل الحكومات الغربية.

ففي هذا السياق، قام مهاجرون عرب مؤخراً باستـ.غلال القضية السورية لتقديم طلبات لجوء في اليونان، متظاهرين بأنهم سوريون فارون بحياتهم من الحـ.رب، وذلك في محاولة لتجاوز الإجراءات الصعبة للحصول على أوراق ثبوتية رسمية في بلد يعتبر بوابة للاتحاد الأوربي.

وقد قاموا بهذا العمل بسبب صعوبة حصول مواطني الدول العربية المستقرة على وثائق اللجوء من اليونان لأن بلادهم تعد آمنة، وخارج نطاق الصـ.راع، إلى جانب الاكتظاظ الكبير في مخيمات جُزر بحر إيجة اليونانية مع استمرار تدفق المهاجرين من السوريين والعراقيين والأفغان والجنسيات الأخرى.

إقرأ أيضاً: صحيفة عربية تكشف مساعدة الأمم المتحدة نظام الأسد للتملص من العقوبات الدولية

ووفقاً لما نقله موقع “أورينت نت”، صرح أحد اللاجئين السوريين بأنه وخلال إقامته في جزيرة “ليسفوس” اليونانية داخل المخيم المكتظ بالمهاجرين، شاهد مهاجرين من دول عربية يقفون أمام غرفة التسجيل في الأيام المخصصة لتسجيل السوريين، مبيناً أن الموظفين المسؤولين كانوا يخصصون يوماً للسوريين واليوم التالي للجنسيات الأخرى من المهاجرين.

وقال بأنه كان يتفاجأ حين يسمع شباناً عرباً لا يتحدثون باللهجات السورية، قد انضموا لصفوف اللاجئين السورين، منهم اللبناني الذي يدعي بأن والده سوري وأمه لبنانية، وعراقيون يدعون بأنهم من الجزيرة السورية، وأردنيون يقولون بأنهم من درعا وأن الاختلاف في اللهجة يعود لسنوات النزوح في الدول المجاورة، على حد زعمهم.

محاولة تقليد

وكان التحدي الوحيد أمام هؤلاء الشبان العرب هو اتقان اللهجات السورية لإقناع محيطهم من اللاجئين السوريين الآخرين بأنهم منهم، إلا أن لهجاتهم لم تكن عائقا أمام قبول ملفاتهم بسرعة في “دائرة اللجوء” على اعتبار أنها لا تستطيع التمييز بين اللهجات العربية بسهولة، فخداعها هيّن عليهم بأوراق وهوية وإخراجات قيد مزورة وربما مسروقة.

ويبدو بأن السلطات اليونانية قد أحست بهذه الظاهرة في الآونة الأخيرة بطريقة او بأخرى، الأمر الذي أثر سلباً على إجراءات قبول اللاجئين السوريين أنفسهم، مما جعل الإجراءات بطيئة في مراكز اللجوء بسبب التدقيق والتمحيص وتمديد زمن المقابلات إلى نحو ثماني ساعات.

تقصي الحقائق

وفي هذا الصدد، تعاونت مفوضية شؤون اللاجئين مع المكتب الأوروبي لدعم اللجوء ضمن مكاتب مشتركة بهدف إخضاع اللاجئين لمقابلات كشف اللغة، وذلك عبر توظيف مترجمين عرب وأكراد لكشف “السوريين المزيفين”، غير أن الإجراء لم يستطع القضاء على هذه الظاهرة بعد.

وتشهد الجزر اليونانية في بحر إيجة مؤخراً اكتظاظاً هائلاً في أعداد اللاجئين، حيث ارتفعت نسبة وصول اللاجئين غير الشرعيين عبر بحر إيجة مؤخراً بنسبة 240 بالمئة عن العام الماضي وفقاً لإحصائيات بعض المنظمات الإنسانية، وذلك بسبب الخلاف الأخير بين كل من تركيا والاتحاد الأوربي حول دعم اللاجئين.

مدونة هادي العبد الله