بعد أن همّت الشرطة العسكرية التابعة لنظام الأسد بتنفيذ حملة اعـ.تقالات داخل مدينة “دوما” بريف دمشق يوم أمس بهدف اقتياد بعض الشبان للخدمة الإلزامية لدى جيش النظام، تدخلت الشرطة العسكرية الروسية لتوقف هذه الحملة وتطـ.رد نظيرتها الأسدية من دوما بشكل كامل.
وبدأ الأمر بحملة اعتـ.قالات شنتها الشرطة العسكرية التابعة للنظام في محيط المسجد الكبير والسوق الشعبي وشارع الجلاء وسط مدينة دوما، بالتزامن مع نصب حواجز مؤقتة على مخارج المدينة باتجاه البلدات والمناطق المحيطة، لتقوم باعتقـ.ال قرابة 40 شاباً مطلوبين لخدمتيّ الإلزامية والاحتياط.
إلا أن دوريات الشرطة العسكرية التابعة للاحتلال الروسي المتمركزة في فرع أمن الدولة على أطراف المدينة، سارعت فوراً بالتوجه نحو مناطق المداهمات، وطردت دوريات شرطة النظام بعد مشـ.ادات كلامية بين الجانبين.
إقرأ أيضاً: الشرطة الروسية تعتقل وتهين مدير وموظفين إحدى المؤسسات الحكومة التابعة لنظام الأسد
وليست هذه هي المرة الأولى التي تقوم فيها الشرطة العسكرية الروسية بطرد قوات النظام من مدينة دوما بريف دمشق، إذ قامت بطرد كامل عناصر فرع أمن الدولة خلال آب أغسطس الماضي، وذلك بعد ورود عدة شكاوى باخـ.تفاء عشرات الشبان على أيدي هذه الدوريات لمفاوضة ذويهم على مبالغ مالية مقابل إطلاق سراحهم.
كما قامت دوريات تابعة للشرطة العسكرية الروسية منذ عام تقريباً بتنفيذ حملة كبيرة نتج عنها إزالة خمسة حواجز للأمن العسكري بالقرب من بلدة “حمورية” في القطّاع الأوسط للغوطة الشرقية، وذلك أيضاً بعد شكاوى تقدم بها سُكان المنطقة للشرطة الروسية خلال دورياتهم في الغوطة الشرقية.
وبحسب ما أكده شهود عيان، فإن الشرطة العسكرية الروسية قد اعتقلت وقتذاك أربعة ضباط تابعين للأمن العسكري، واثنين تابعين للحرس الجمهوري، وطردت عناصرهم خارج المنطقة بسبب تجاوزات لهم ضد المدنيين وسرقة بعض المنازل وإهانة السكان عند مرورهم على الحواجز التابعة لهم.
إهانات متكررة
وقد نشرت صفحة “قناة حميميم المركزية” على موقع “فسيبوك” منتصف أيار مايو من العام الماضي صوراً توثق تركيع الشرطة العسكرية الروسية لمجموعة من عناصر ميليشيات نظام الأسد، كانوا يسرقون ممتلكات المدنيين بحسب ما قالت الصفحة حينذاك.
وأثارت الصور حينها سخط الموالين لنظام الأسد، والذين اعتبروا أن تركيع أفراد الميليشيات وتوثيق تلك الصور تحت أقدام الروس هو “إهانة” لما أسموه بـ “الجيش العربي السوري”.
احتلال كامل
وتعمل الشرطة العسكرية الروسية على تسيير دوريات لها في مناطق “التسويات” في جنوب دمشق والغوطة الشرقية يومياً لمرتين أو ثلاث مرات، بينما تعمل على رصد الواقع المعيشي ونقله بتقارير لقاعدة “حميميم” العسكرية التي تعتبر قاعدة للاحتلال الروسي في البلاد.
ومن الجدير بالذكر أن النظام السوري قد رهن البلاد بأكملها للروس عسكرياً واقتصادياً، حيث احتكرت الشركات الروسية كل عقود النفط والغاز والفوسفات وثروات أخرى، ناهيك عن بيع مناطق كاملة للروس لم يكن آخرها ميناء طرطوس الهام اقتصادياً.