قام أحد الشباب السوريين المعروف باسم محمود الحمش على منصات التواصل الاجتماعي بتصوير مقطع فيديو من أحد الشوارع الرئيسية في منطقة “الفحامة” بقلب العاصمة السورية دمشق، متحدثاً بأسلوب ساخـ.ر عن الوضع المأساوي الذي وصلت إلى المعيشة في الداخل السوري في ظل حكم نظام الأسد.
وقال الحمش وهو يتحدث ويصور الناس والسيارات وباصات النقل الداخلي المكتظة بالركاب من حوله، بأن الناس تمشي في الشوارع وهي مذهولة وغائبة عن الوعي من فداحة الانهـ.يار الاقتصادي والغلاء الكبير اللذين يتزايدان بشكل متصاعد في الآونة الأخيرة.
وقال الحمش بأنهم لا يسمعون إلا بأن الغلاء هو بسبب “فرق العملة” ولكن يبدو بأن السوري هو نفسه سيذهب ضـ.حية لـ “فرق العملة” هذا، وذلك في ظل عدم ضبط الأسعار وعدم إحساس أحد بالمواطن السوري، مؤكداً بأن الشعب بات يتعرض للمـ.وت البطيء على حسب تعبيره.
إقرأ أيضاً: بسبب الأوضاع السيئة الشبيح بشار إسماعيل ينقلب على سيده بشار الأسد وحكومته
وفي هذا السياق، سخر الإعلامي السوري “فيصل القاسم” من نظام الأسد وموقفه من الانهيار الاقتصادي في تغريده له قال فيها: “لو سحب بشار الأسد عشرة بالمائة فقط من أموال النفط السوري التي كان يسرقها هو وعائلته ويضعها في حساباته الخاصة في الخارج، لارتفع سعر الليرة أمام الدولار بسرعة البرق، ولتحسنت معيشة السوريين فورًا”.
وتابع بقوله ساخراً من رأس النظام: “افعلها يا بشار! اسحب مئات المليارات من حساباتك الخاصة وأعدها إلى الخزينة السورية”، الأمر الذي يدرك القاسم هو وغيره من ملايين السوريين بأنه لن يحدث حتماً.
وفي ظل الأوضاع الاقتصادية المتزايدة السوء في مناطق سيطرة نظام الأسد، ومع تزايد صعوبات الوضع المعيشي وانهيار سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار، تنبأ الكاتب السوري المعارض “ماهر شرف الدين” بثورة كبيرة قد تنطلق قريباً ضمن مناطق سيطرة النظام.
ثورة قادمة!
وكتب شرف الدين في منشور على حسابيه في كل من “تويتر” و”فيسبوك” قائلاً: “في مناطق النظام، الثورة على الأبواب، وما عجز مليون شهيد عن تحريكه، سيُحرّكه انهيار لليرة، الرغيف لا يمزح”.
هذا ويتسبب انهيار سعر صرف الليرة السورية أمام العملات الأجنبية بموجات متوالية من الغلاء وارتفاع الأسعار، الأمر الذي يدفع ثمنه المواطن السوري في آخر المطاف، بينما يغرق أركان نظام الأسد في المزيد من الفساد.
ومع بقاء الرواتب على حالها رغم الزيادة الأخيرة التافهة والسخيفة، تتناقص قيمتها الفعلية المنخفضة أساساً، مما يجعل الدخل اليومي لموظفي نظام الأسد وعموم السوريين بمناطق سيطرته غير كافٍ لسد الاحتياجات اليومية المتزايدة.
أوضاع مزرية
بينما تشير الاحصائيات الأممية إلى أن 80 بالمئة من الشعب السوري باتوا يعيشون تحت خط الفقر، وأن أكثر من 13 مليوناً منهم بحاجة لمساعدات إنسانية تمكنهم من البقاء على قيد الحياة، وفي الوقت ذاته ينعم آل الأسد وأقربائهم وحاشيتهم بالعيش الرغيد الفاره، ضمن استفزاز لكل السوريين واوضاعهم الاقتصادية المزرية.
هذا وقد وصل سعر صرف الليرة السورية مؤخراً أمام الدولار إلى 770 ليرة سورية للدولار الأمريكي الواحد لأول مرة في تاريخ الليرة السورية، كما وصل سعر الذهب عيار 21 إلى 30432 ليرة سورية.
ووفقاً لتقديرات الأمم المتحدة، فإن سوريا تحتاج إلى أكثر من 250 مليار دولار من أجل إعادة تحريك الاقتصاد، وهو مبلغ لا تستعد إيران وروسيا حليفتا نظام الأسد لتقديمه إلى نظام الأسد مهما حدث، وهما المثقلتان أصلاً بعشرات العقوبات الاقتصادية والمصاعب المالية.