تخطى إلى المحتوى

مع قدوم الشتاء على مخيمات اللاجئين مشروع للحد من المعاناة في مخيمات إدلب

يشكّل فصل الشتاء من كل عام تحدياً وهمّاً مقيماً لدى النازحين والمشرفين على المخيمات في عموم مناطق سوريا التي تشهد انتشار تلك المخيمات وخاصة على الحدود، وذلك بسبب موجات البرد، والأمطار والثلوج، والسيول والفيضانات، لذلك كان لا بد من البحث عن طرق وقاية قبل وقوع الحدث.

لأجل ذلك أطلقت منظمة “بنيان” مشروعا للحد من آثار الفيضانات خلال فصل الشتاء في المخيمات بمحافظة إدلب شمال سوريا، على أمل تجاوز الكـ.وارث التي كانت تحدث طوال السنوات الماضية في تلك المخيمات.

وفي هذا السياق، قال مهندس ومنسق المشروع “محمد الأحمد” بأن المشروع ينقسم لخمسة أقسام، أولها تزفيت 12 كيلومتراً من الطرقات في منطقتي “أطمة” و”قاح”، وثانياً تجهيز 250 مطرية في مخيمات المنطقتين، وثالثاً فرش نحو 7 كيلومترات من الطرقات الفرعية بالحصى.

إقرأ أيضاً: منظمات عالمية تحذر من الشتاء القادم على مخيمات اللاجئين السوريين

أما القسم الرابع فيستهدف صيانة وإنشاء عبّارات مائية، وذلك لضمان عدم انقطاع الطرقات في حال حدوث الفيضان، وكذلك إنشاء عبّارة على الحدود السورية التركية التي كانت المسبب الرئيسي لفيضانات العام الماضي، وهي عبّارة صندوقية، وقامت المنظمة بتجهيزها بالتنسيق مع تركيا ونقل مجرى الماء إليها، بحسب ما قال الأحمد.

وبالنسبة للقسم الخامس، فسيتم من خلاله توظيف 42 شخصاً من أبناء المخيمات، وتقسيمهم لعدة مجموعات، وتأهيلهم وتدريبهم ليكونوا بمثابة فرق إنقاذ في حال حدوث فيضان، ومهمتهم ستكون مساعدة الناس وتيسير أمورهم، وأيضاً إنشاء أرصفة على جانبي الطرق الاسفلتية.

نشاطات متعددة

كما ستقوم المنظمة أيضاً بنشاطات أخرى، مثل إجراء جلسات توعية لعدة جهات في المخيمات، بهدف تدريب السكان على كيفية التعامل في حال حدوث كوارث ضمن المخيم.

وقد قال أحد سكان المخيمات بأن المشروع ضروري جداً، لأن طرقات مناطق أطمة وعقربات وقاح وباب الهوى سيئة جداً، وقد سببت معاناة كبيرة للأهالي وبخاصة في فصول الشتاء الماضية، وتعتبر بعض الطرق رئيسية، وتمر عليها مئات السيارات التجارية والمدنية يومياً، وأيضا تستخدمها النقاط الطبية.

مئات المخيمات

وتنتشر مئات المخيمات في الشمال السوري، وكثير منها عشوائي، ويعاني سكانها من ظروف إنسانية صعبة في ظل عدم توفر الاحتياجات الأساسية اللازمة لهم، في حين تزداد معاناتهم في فصل الشتاء مع قلة توافر وسائل التدفئة واهتراء الخيام وتسرب المياه إليها، وخلال السنوات السابقة غرقت العديد من المخيمات بسبب عدم وجود تصريف جيد للمياه.

كما تشكل وسائل تدفئة الخيام أو الغرف المسبقة الصنع مشكلة أيضاً في فصل الشتاء، وخاصة مع استخدام بعض المقيمين في المخيمات لوسائل تدفئة مرتجلة وغير مؤمنة بشكل جيد، الأمر الذي أدى سابقاً لحدوث حوادث احتراق كامل لبعض الخيم، ادوت بعضها بحياة ساكنيها للأسف.

مدونة هادي العبد الله