لا زالت جلسات اللجنة الدستورية السورية تفشل الواحدة تلو الأخرى بسبب تعنت وفد نظام الأسد، وبسبب روسيا التي تتلاعب بجميع الأطراف بهدف إفشال أي حل سياسي حقيقي قد ينهي معـ.اناة السوريين ويخلصهم من هذا النظام الأسدي الخارج عن كل أعراف الإنسانية.
إذ فشلت الجولة الثانية من اجتماعات المجموعة المصغرة المنبثقة عن اللجنة الدستورية بسبب مماطلة نظام الأسد بشكل واضح، وإصرارهم على عدم التوافق مع المعارضة حول مقترح جدول أعمال الاجتماعات، وغياب الضغط الروسي عن وفد النظام نفسه بعد تصريحات أطلقها المبعوث الأممي إلى سوريا “غير بيدرسون”، اعتبرت روسيا بأنها “خارج صلاحياته”.
وفي هذا السياق، التقى وفد المعارضة اليوم مسؤولًا روسياً، أكد لهم بأن الجولات المقبلة من اجتماعات اللجنة الدستورية ستكون أفضل، على حد قوله، وقال بأن هذه الجولة كانت بمثابة رسالة للمبعوث الأممي بيدرسون، بسبب حديثه في مجلس الأمن عن توافق في اللجنة، وهو أمر “خارج صلاحيته” بحسب زعم المسؤول الروسي.
إقرأ أيضاً: الأمين العام للأمم المتحدة يؤكد بأنه قد حان الوقت لحل سياسي حقيقي في سوريا
وكان بيدرسون قد أشاد في إحاطته لمجلس الأمن الدولي بتاريخ 22 من الشهر الحالي، بمخرجات الجولة الأولى من عمل اللجنة الدستورية، والتي اختتمت أعمالها في 8 من الشهر نفسه، مشيرًا إلى أنها أتاحت تبادلًا واسع النطاق للأفكار بين مجموعات النظام والمعارضة والمجتمع المدني.
ويبدو بأن تصريحات بيدرسون لم تعجب الجانب الروسي، الأمر الذي دفع وزير الخارجية الروسي “سيرغي لافروف” إلى تحذير مكتب المبعوث الأممي من التدخل في شؤون اللجنة.
وقال لافروف وقتذاك بأنه لا يجب أن تصدر محاولات تدخل من مكتب الممثل الخاص للأمم المتحدة، وأكد على أهمية تحقيق التوازن في كادر موظفي مكتب المبعوث الأممي، الذي “يجب أن يعتمد مبدأ التمثيل الجغرافي العادل المنصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة”، بحسب ادعائه.
عراقيل روسية
وطالب الجانب الروسي بعد ذلك بمناقشة ثوابت عمومية تتعلق بضمان بقاء “الدولة السورية” كرسائل جامعة لكل السوريين على حد زعمهم، وأن تكون هناك في الوقت ذاته مواضيع مشتركة يمكن الحديث عنها، كالعقد الاجتماعي ومعاناة المواطن السوري.
لكن المعارضة وجدت في هذه الرسائل التفافًا على عمل اللجنة، ومحاولة لإدخالها في أمور ليست من اختصاصها، بحسب ما نقلت بعض المصادر من داخل اللجنة.
وفد المخابرات!
لذلك فشلت المباحثات في الجولة الثانية بسبب رفض وفد النظام لمقترحات المعارضة حول جدول أعمال الاجتماع، وإصراره على مقترح “الركائز الوطنية”، الأمر الذي رفضته المعارضة بسبب تعارضه مع مبادئ اللجنة.
وشهدت اللجنة في الجولة الثانية تصعيدًا إعلاميًا بين المعارضة ووفد النظام، بسبب وصف وفد النظام ووسائل إعلام رسمية وحكومية وفد المعارضة بـ “وفد النظام التركي”، بينما أطلق وفد المعارضة مسمى “وفد نظام الاستبداد وأجهزة المخابرات” على وفد النظام، بسبب مخالفة الأخير للقواعد الإجرائية في مدونة السلوك الخاصة باجتماعات اللجنة.