تخطى إلى المحتوى

قناة روسية تنقلب على بشار الأسد وتنشر مقالاً حول رحيله واستبداله

إثر سقطاته الإعلامية والدبلوماسية المدوية التي يظهرها في كل ظهور إعلامي له، بات رأس النظام السوري “بشار الأسد” مصدر إحراج حقيقي لحليفه الروسي المقرب الذي يدعمه عسكرياً وسياسياً وحتى اقتصادياً، الأمر الذي يدفع النظام الروسي لإرسال رسائل مبطنة للأسد في الآونة الأخيرة عبر إعلامه.

فمع مواقفه التي أحرجت الروس أمام المجتمع الدولي بخصوص الانتقال السياسي واللجنة الدستورية وحلفاء “آستانا”، تلقى الأسد رسائل مبطنة وقوية من الموقع الرسمي لقناة “روسيا اليوم”، تكشف عن حجم الهوة بينه وبين حليفه الأقرب.

إذ يقدم الإعلام الروسي انتقادات حادة للأسد بخصوص اللجنة الدستورية وإنهاء الصـ.راع العسكري، لكن هذه الانـتقادات التي باتت تتكرر باللغة العربية عبر موقع “روسيا اليوم” – إلى جانب المواد التي تنشر بالإنكليزية والروسية في منصات أخرى – باتت مصدر سخـ.ط واستياء لدى النظام الأسدي نفسه.

إقرأ أيضاً: عشيق سابق لبشرى الأسد يخاطب بشار بضرورة رحيله وتركه للسلطة في سوريا

ومؤخراً نشر موقع “روسيا اليوم” مقالاً بعنوان “سوريا حبلى بالبدائل وليست عاقـ.راً بالتوريث”، كتبه “رامي إبراهيم الشاعر” أحد أعضاء منصة موسكو التي تدعي بأنها “معارضة” لنظام الأسد، وبالرغم من أن المقال احتوى على حشد ضخم من المغالطات لصالح نظام الأسد، إلا أنه حمل رسائل مبطنة للأسد، أرادها أسياد “الشاعر” في الكرملين بأن تصل كاملة وواضحة.

لكن تلك الانتقادات الموجهة لنظام الأسد بشأن تعـطيل الحل السلمي في البلاد لم تعجب الإعلام الموالي، فنشر ناشطون موالون منشورات تساءلوا فيها عن سبب نشر هذه المواد في هذا التوقيت، بينما نشر موقع “سناك سوري” الموالي، تقريراً حاول فيه الرد على مقال الشاعر الموالي لموسكو.

ووفقاً لما كتبه الموقع الموالي: “يحمل المقال الكثير من التنظير على السلطات السورية والتوجيه ويذهب أبعد بكثير من النصح، ويحتوي مفردات وعبارات غير مطروقة في الإعلام السوري وحتى الروسي الداعم للسلطات السورية، أكثر من ذلك يبدو في شكل من أشكاله كأنه خارطة طريق يراد اختبار ردة الفعل عليها، فهو يراجع الماضي والحاضر ويحدد رؤيته الخاصة لما هو الأفضل للمستقبل”.

الأسد خط أحمر لدى عبيده

ويبدو بأن انتقال الانتقاد الروسي إلى شخص الأسد نفسه قد أثار حفيظة قطيع مؤيدي الأسد وعبيده، والذين يعتبرون الأسد خطاً أحمر فوق النقد، إذ عندما كان النقد الإعلامي الروسي يتناول مواضيع مثلاً تتناغم مع ما يكرره إعلام النظام عن “فساد الحكومة” أو ما شابه من عبارات تبرئ الأسد شخصياً من مسؤولية كل ما يجري في البلاد على كافة المستويات

وكان الإعلام الرسمي يثني على دور “الإعلام الحليف” ويستعين به لتقوية خطابه أمام الجمهور المحلي، بوصفه “إعلاماً أجنبياً محايداً” على حد زعمهم.

وبطبيعة الحال، فإن التراشق الإعلامي بهذه الصورة قد يكون تخفيفاً من حـ.دة اللهجة بين الجانبين، حيث يتم النشر دائماً لكتاب “يعبرون عن وجهة نظرهم” فقط، مع عدم وجود لهجة مماثلة في الخطاب الدبلوماسي الرسمي بين الجانبين، ويفسح هذا الأسلوب غير المباشر مجالاً لعدم إلحاق ضرر كبير بالعلاقات بين الطرفين، وإن كان يشي بوجود خلل حقيقي.

انتقاد مباشر

ومؤخراً، اتجه الإعلام الروسي عموماً لينتقد – بشكل غير مسبوق – تصريحات الأسد تجاه عدد من الملفات، منها تصريحاته بخصوص اللجنة الدستورية، بالإضافة لتصريحاته التي هاجم فيها الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” ووصفه باللص، ما استفز شبكات إعلامية مقربة من الكرملين للرد، ومن ضمنها شبكة روسيا اليوم التي نشرت بالعربية مقالاً اعتبرت فيه تصريحات الأسد صاخبة وغير مسؤولة.

وظهر الأسد في حوارات متكررة مؤخراً، ما أثار تحليلات كثيرة في وسائل الإعلام المعارضة، والتي رأت أن الأسد خضع لضغوط روسية للمشاركة في أعمال اللجنة الدستورية، ثم حاول بكل السبل التهرب منها وتعطيل أعمالها، ما استدعى رداً روسياً غير مباشر عبر الإعلام الروسي.

ومن الجدير بالذكر فعلاً، أن ما يسمى بـ “رئاسة الجمهورية السورية” كانت قد أصدرت بياناً قبل أيام، يقضي بعدم بث كافة الفعاليات والإطلالات الإعلامية للأسد، “لكيلا يستغلها الإعلام المعادي والخصوم” على حد زعمهم.

مدونة هادي العبد الله