بالرغم من أن نظام الأسد يتشدق دائماً بـ “السيادة الوطنية” واستعادة السيطرة على شرق سوريا، لا تزال الدوريات الأمريكية تمارس نشاطها المعتاد في مناطق شرق سوريا دون أدنى اعتبار لنظام الأسد الذي تغدو وتروح الدوريات الأمريكية أمام أنظار عناصره وضباطه دون أن يجرؤوا على الاعتراض.
وفي مظهر جديد من مظاهر السخـ.رية من “السيادة الوطنية” المزعومة، سخـ.ر رواد مواقع التواصل الاجتماعي من قوات الأسد، وذلك بعد انتشار تسجيل مصور على منصات إعلامية موالية، يظهر فيه أحد عناصر النظام وهو يطلب من الرتل العسكري الأمريكي تنكيس علم الولايات المتحدة المرفوع على آلياته، ليسمح لها بالمرور في مدينة القامشلي، ولكن السبب لم يكن أبداً لغيرته على “السيادة الوطنية”، بل لسبب آخر!
ووفقاً للمقطع المصور الذي تم تداوله، تقف إحدى آليات الرتل العسكري وقد رفع عليها علم الولايات المتحدة الأمريكية عند حاجز عسكري لقوات الأسد يطلق عليه “مفرزة دبانة” حيث طلب العنصر الأسدي من الرتل الأمريكي تنكيس العلم الأمريكي قبل متابعة مروره، وقال: “خلي ينزل هالعلم، ينكس العلم تبعو وينقلع، نكس العلم وامشي، نكس العلم نزلو”.
إقرأ أيضاً: عناصر قوات الأسد ينظمون السير لمرور القوات الأمريكية شرق الفرات (فيديو)
وكاد متابعو التسجيل المصور أن يقتنعوا بأن العنصر التابع لنظام الأسد قد أذل القوات الأمريكية ومنع مرور القوات الأمريكية وهي ترفع علمها داخل الأراضي السورية، لولا أن كشف العنصر نفسه عن أسباب طلبه تنكيس العلم الأمريكي، ألا وهو “الكبل الكهربائي”!
إذ أصر العنصر التابع لقوات الأسد على إنزال سارية العلم الأمريكي تفادياً لقطع أحد كابلات التيار الكهربائي في تلك المنطقة، وأضاف: “بيقطع الشريط، بيقطع الشريط، في إشارة منه إلى ان العلم الأمريكي سيقطع الشريط الكهربائي.
وأثار التسجيل المصور سخـ.رية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي موجهين التحية لهذا الكبل الكهربائي الذي أجبر الرتل الأمريكي على تنكيس علم الولايات المتحدة! بينما يقتصر دور حواجز قوات الأسد في مناطق شمال شرق سوريا على كونها “شرطة مرور” تقوم بتسهيل مرور الآليات والأرتال التابعة لبلدان مختلفة على رأسها الولايات المتحدة.
مرور طبيبعي!
ومنذ أسبوعين عبر رتل أمريكي مؤلفٌ من عربات مصفحة وناقلات جنود عبر إحدى نقاط التفتيش التابعة لنظام الأسد في مدينة القامشلي شمال محافظة الحسكة الواقعة في أقصى الشمال الشرقي السوري، واظهرت تسجيلات مصورة مرور تسع عربات عسكرية للجيش الأمريكي باتجاه قاعدة “هيمو” الواقعة في مدينة القامشلي، ضمن خطة إعادة الانتشار فيها.
والمفارقة بأن قوات نظام الأسد قد أشرفت بنفسها على عبور القوات الأمريكية دون إظهار أية ردة فعل تجاه “قوة معادية ومحتلة” على حد زعمهم دائماً، كما أنهم كانوا حريصين على عدم مرور سيارات أخرى بجانب الرتل بحسب ما أوردته مصادر ميدانية.
احتلال رغم أنف الأسد
وكان رأس النظام السوري “بشار الأسد” قد اعتاد على وصف الوجود الأمريكي في سورية بأنه “غير شرعي”، وتغنى بالسيادة الوطنية لميليشياته ضد أي وجود عسكري آخر معتبراً إياه استعماراً واحتلالاً على حد زعمه.
بينما أعادت الولايات المتحدة مؤخراً نشر قواتها في مواقع قرب حقول النفط في مناطق شمال شرق سوريا لمنع قوات الأسد وروسيا وداعش من الوصول إليها بحسب تصريحات الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” ووزير دفاعه.