تخطى إلى المحتوى

بعد أن رفضت استلام أي مبلغ مالي لصالحها والدة الساروت تزوّج 40 شاباً من رفاقه (فيديو)

مع رفضها السابق لكل حملات التت.برع التي أجريت لصالحها، قامت والدة الناشط والقيادي السوري المعروف الشهيد “عبد الباسط الساروت” بالتبرع بكامل مبالغ الحملات التي أجريت لأجلها، لتضعها كتكاليف زواج لرفاق ابنها الشهيد عبد الباسط.

وأقيم في مدينة إدلب مساء أمس حفل زفاف جماعي لرفاق الساروت، تكفّلت والدته بنفقته، بعد رفضها استلام أي مبلغ تبرعات جُمعت في أعقاب استشهاد ابنها، وتوسّطت صورة “عبد الباسط الساروت” صالة الحفل الذي ضمّ عشرات الشبّان، وحضرته والدة بلبل الثورة وأيقونتها.

وشهدت إدلب حفل زفاف جماعي ضمّ 40 عريساً من أصدقاء الساروت، حيث ضجّت صالة العرس الجماعي، بأهازيج موجّهة لوالدة عبد الباسط الساروت، والتي عرفت بحزمها وصبرها على فقدان أولادها وزوجها وأقارب لها في خضم الثورة السورية منذ انطلاقها.

إقرأ أيضاً: رسالة من والدة الساروت إلى جميع السوريين

وكانت والدة الساروت قد قامت بالاعتذار عن قبول مبلغ مالي تم جمعه عبر حملة تطوعية على الانترنت عقب استشهاد ولدها عبد الباسط، وقالت والدة الساروت وهي تعتذر عن قبول مبلغ أربعين ألف دولار – وهو مجموع ماتم جمعه خلال الحملة – بأن عبد الباسط واخوته عندما خرجوا في الثورة لم يخرجوا من أجل صيت أو سمعة أو مال، وانما خرجوا لوجه الله ورحلوا في سبيله.

وأضافت قائلة: “عبد الباسط لم يدخل خلال حياته ليرة من الثورة إلى هذا البيت، حتى أُدخل أنا”، وتمنت والدة الساروت منذ ذاك الوقت بأن يستخدموا هذا المبلغ ليزوجوا رفاق عبد الباسط في المنطقة التي استشهد فيها.

عزم لا يلين

وكان كل من القائد العام لجيش العزة الرائد “جميل الصالح”، والناطق باسم الفصيل ذاته العقيد “مصطفى البكور” قد قاموا بزيارة والدة الساروت عقب استشهاده، وخلال الزيارة وجهت والدة الساروت رسالة ووصية إلى ثوار سوريا، طالبة منهم ألا يضعفوا وان يتابعوا المسيرة لأجل عبد الباسط وكل رفاقه الشهداء.

وقالت والدة الشهيد الساروت بحسب ما روى العقيد مصطفى بكور: “نعم، لقد رحل عبد الباسط، لكنني عندما أنظر إلى أي ثائر سوري، أرى فيه صورة عبد الباسط وإخوته”.

وأضافت بقولها: “لقد فقدت أولادي ولكنني أراكم جميعًا كأولادي، لا تسمحوا لفقدكم عبد الباسط ورفاقه من الشهداء أن يضعف من عزيمتكم أو يؤثر على مسيرتكم”.

وصية خالدة

وتابعت والدة الشهيد قائلة: “وصيتي لكم أكملوا الطريق ولا تفتر عزيمتكم لأجل روح عبد الباسط وأرواح كل الشهداء، لا أريد منكم مساعدة ولكنني أريدكم أن تكملوا ما بدأتموه مع عبد الباسط ولا تتوقفوا إلا بتحقيق النصر، مستقبل الأمة والأولاد والأحفاد بين أيديكم فلا تضيعوه”.

وكان بلبل الثورة وحارسها الشهيد عبد الباسط الساروت قد استشهد في منتصف شهر حزيران يونيو الماضي أثناء رباطه على جبهات ريف حماة الشمالي في وجه نظام الأسد والاحتلال الروسي، بعد تاريخ حافل مع الثورة السورية التي أضحى أيقونة لها بلا منازع.

مدونة هادي العبد الله