تخطى إلى المحتوى

بيان من الخارجية الأمريكية حول نظام الأسد وممارساته واللجنة الدستورية

في بيان لها صدر يوم أمس، حمّلت وزارة الخارجية الأمريكية على لسان المتحدثة الرسمية باسمها “مورغان أورتاغوس” نظام الأسد مسؤولية فشل أعمال اللجنة الدستورية السورية في مدينة جنيف السويسرية خلال الأسبوع المنصرم.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية بأن بلادها تدعم جهود الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو غوتيرش” والمبعوث الأممي إلى سوريا “غير بيدرسون” والرامية إلى تسريع عمل اللجنة الدستورية السورية.

وقالت أورتاغوس بأن الشروط المسبقة لوفد نظام الأسد تنـ.تهك النظام الداخلي للجنة الدستورية، وأن هذه الشروط محاولة لتأخير جهود تدعمها المجموعة المصغرة ومجموعة “آستانا”، على حد قولها.

وتابعت أورتاغوس القول بأن تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2254 لم يكن كافياً، ويجب إطلاق سراح المعـ.تقلين وتحقيق وقف إطـ.لاق نار شامل، وتهيئة بيئة آمنة لإجراء انتخابات نزيهة تحت إشراف الأمم المتحدة.

إقرأ أيضاً: الأمين العام للأمم المتحدة يؤكد بأنه قد حان الوقت لحل سياسي حقيقي في سوريا

هذا ولا زالت جلسات اللجنة الدستورية السورية تفشل الواحدة تلو الأخرى بسبب تعنت وفد نظام الأسد، وبسبب روسيا التي تتلاعب بجميع الأطراف بهدف إفشال أي حل سياسي حقيقي قد ينهي معـ.اناة السوريين ويخلصهم من هذا النظام الأسدي الخارج عن كل أعراف الإنسانية.

حيث فشلت الجولة الثانية من اجتماعات المجموعة المصغرة المنبثقة عن اللجنة الدستورية بسبب مماطلة نظام الأسد بشكل واضح، وإصرارهم على عدم التوافق مع المعارضة حول مقترح جدول أعمال الاجتماعات، وغياب الضغط الروسي عن وفد النظام نفسه بعد تصريحات أطلقها المبعوث الأممي إلى سوريا “غير بيدرسون”، اعتبرت روسيا بأنها “خارج صلاحياته”.

وغادر وفد النظام مقر الأمم المتحدة أولا، تلته بقية الوفود، دون التئام اللجنة الدستورية في الهيئة المصغرة المكونة من 45 عضوا، بشكل متواز من النظام والمعارضة ومنظمات المجتمع المدني.

حجج روسيّة

وقد التقى وفد المعارضة منذ يومين مسؤولًا روسياً، أكد لهم بأن الجولات المقبلة من اجتماعات اللجنة الدستورية ستكون أفضل، على حد قوله، وقال بأن هذه الجولة كانت بمثابة رسالة للمبعوث الأممي بيدرسون، بسبب حديثه في مجلس الأمن عن توافق في اللجنة، وهو أمر “خارج صلاحيته” بحسب زعم المسؤول الروسي.

وكان بيدرسون قد أشاد في إحاطته لمجلس الأمن الدولي بتاريخ 22 من الشهر الحالي، بمخرجات الجولة الأولى من عمل اللجنة الدستورية، والتي اختتمت أعمالها في 8 من الشهر نفسه، مشيرًا إلى أنها أتاحت تبادلًا واسع النطاق للأفكار بين مجموعات النظام والمعارضة والمجتمع المدني.

ويبدو بأن تصريحات بيدرسون لم تعجب الجانب الروسي، الأمر الذي دفع وزير الخارجية الروسي “سيرغي لافروف” إلى تحذير مكتب المبعوث الأممي من التدخل في شؤون اللجنة.

تعارُض مع مبادئ اللجنة

وقال لافروف وقتذاك بأنه لا يجب أن تصدر محاولات تدخل من مكتب الممثل الخاص للأمم المتحدة، وأكد على أهمية تحقيق التوازن في كادر موظفي مكتب المبعوث الأممي، الذي “يجب أن يعتمد مبدأ التمثيل الجغرافي العادل المنصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة”، بحسب ادعائه.

وطالب الجانب الروسي بعد ذلك بمناقشة ثوابت عمومية تتعلق بضمان بقاء “الدولة السورية” كرسائل جامعة لكل السوريين على حد زعمهم، وأن تكون هناك في الوقت ذاته مواضيع مشتركة يمكن الحديث عنها، كالعقد الاجتماعي ومعاناة المواطن السوري.

لكن المعارضة وجدت في هذه الرسائل التفافًا على عمل اللجنة، ومحاولة لإدخالها في أمور ليست من اختصاصها، بحسب ما نقلت بعض المصادر من داخل اللجنة، الأمر الذي أدى إلى فشل المباحثات في الجولة الثانية بسبب رفض وفد النظام لمقترحات المعارضة حول جدول أعمال الاجتماع، وإصراره على مقترح “الركائز الوطنية”، الأمر الذي رفضته المعارضة بسبب تعارضه مع مبادئ اللجنة.

مدونة هادي العبد الله