ضمن الانتفاضة التي تشهدها مختلف مناطق محافظة درعا بأقصى جنوب سوريا مؤخراً، انطلقت مظاهرات في بلدة معربة بريف درعا الشرقي، تظاهر فيها الأهالي مساء أمس مطالبين بإسقاط النظام وإطلاق سراح المعتقلين.
يأتي ذلك بعد مظاهرات عدة شهدتها عدد من المناطق في محافظة درعا على مدار الأسبوع الماضي، أبرزها مدينتي طفس ودرعا وبلدتي المزيريب والكرك الشرقي، طالبت جميعها بإخراج الميليشيات الإيرانية من الجنوب السوري والإفراج عن المعتقـ.لين.
وشهدت مدينة داعل شمال درعا وبلدة الشجرة في منطقة حوض اليرموك بريف درعا الغربي، كتابات على جدران بعض المباني والمحال التجارية، تضمنت مطالبات بإطلاق سراح المعتقلـ.ين وإخراج الميليشيات الإيرانية من الجنوب، فضلاً عن المطالبة برفع القبضة الأمنية عن أهالي المنطقة.
إقرأ أيضاً : لأول مرة منذ احتلال المدينة الجيش الحر ينصب حواجز في درعا
وفي سياق متصل، اعتبر أحد قادة الجيش السوري الحر بمحافظة درعا بأن الثورة السورية قد بعثت من جديد في المحافظة، وذلك في إطار تعليقه على الأحداث الأخيرة في المحافظة، والمتمثلة بحملات الاعتـ.قال التي تطال الشبان من قبل نظام الأسد والميليشيات التابعة له.
ونشر القيادي “أدهم كراد” المتواجد في درعا منشوراً عبر حسابه على موقع “فيسبوك” خلال الأسبوع الماضي قال فيه: “لدينا تراكم عدد من الملفات بسبب سنوات الحرب ولدينا الثوابت الأساسية التي من أجلها خرج الشعب السوري ينادي بحريته، والمشكلة أن الساسة غرقوا في مستنقع التفاصيل وأضاعوا البوصلة مراراً، فوجب تذكيرهم بأن عنواننا الأرض، والحراك بشتى أنواعه لن يتوقف حتى تحقيق الأهداف”.
وقال كراد في سياق منشوره: “من ينشد التهدئة في سوريا عليه وقف الاعتـ.قالات فوراً وبشكل مطلق والبَدْء بكشف أحوال المعتقلين في السـ.جون، القديم منهم والحديث، ضمن جدول زمني واضح ومكشوف للجمهور”.
الثورة تعود من جديد
وأكمل بالقول: “اليوم هو أول أيام الثورة المباركة وما سبقها من سنين فهو تحضير، الأحرار اليوم بجعبتهم الكثير من الأوراق التي تستطيع خلط الموازين وتحقيق النجاح، وهي تستخدم تباعاً وسيتم التصعيد تدريجياً إلى ما شاء الله”.
ويأتي منشور كراد مع قيام مجهولين بتنفيذ عدة هجـ.مات متفرقة خلال الأسبوع الماضي في محافظة درعا، مستهدفين قوات نظام الأسد في ريفي درعا الشرقي والغربي، ما أدى إلى وقوع قتـ.لى وجـ.رحى في صفوف قوات النظام.
اسلوب المصالحات
وكان نظام الأسد قد تمكن في تموز يوليو 2018 من السيطرة على درعا ضمن وساطة روسية، مستخدماً أسلوب “المصالحات”، حيث يمنع على القوات الأمنية والعسكرية التابعة للنظام من الدخول لـمناطق المصالحات، إلا أن الشرطة العسكرية الروسية تنتشر فيها، إضافة لوجود نفود للأجهزة الأمنية لدى نظام الأسد.
وقد وسمحت هذه الصيغة بالحفاظ على نفوذ الفصائل في تلك المنطقة، مع وجود اختلافات شملت رفع علم النظام، وعودته للعمل في تلك المناطق تحت الإطار المؤسساتي، عدا عن وجود بعض الفصائل الفاسدة أساساً، والتي تتعامل مع نظام الأسد لتحقيق مصالحها وبسط نفوذها قب دخول النظام نفسه بالأساس.