على إثر رفضه العودة إلى ما تحت جناح سيطرة نظام الأسد بدلاً من العودة إلى أرض الجولان حيث ينتمي، وتفضيله البقاء في السـ.جون الإسرائيلية، تلقى الأسـ.ير السوري في السجون الإسرائيلية “صدقي المقت” رسالة من رأس النظام السوري “بشار الأسد” في هذا الصدد.
وقد حاول الأسد من خلال رسالته أن يلوي عنق الحقائق ويتلاعب بالمواقف – كعادته – محولاً موقف المقت الرافض للرضوخ له إلى موقف يخدم شعارات النظام الأسدي في “المقاومة والممانعة” والوطنية الجوفاء المـ.زيفة.
كما نشرت صفحة “رئاسة الجمهورية” على موقع “فيسبوك” نص تلك الرسالة التي وجهها رأس النظام إلى الأسير المقت على إثر موقفه الرافض لنظام الأسد، وهي كالتالي على لسان الأسد نفسه:
إقرأ أيضاً: أسيـ.ر سوري يفضل البقاء في السجون الإسرائيلية على العودة إلى نظام الأسد
“الأسير المناضل البطل صدقي المقت، تحية عربية سورية أبثُّها إليك من دمشق العروبة باسمي وباسم شعبنا الأبي وأنت في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي وسجونه، وعبرك إلى كل أسرانا الأبطال وإلى شعبنا في الجولان العربي السوري المحتل وفلسطين المحتلة”.
وتابع الأسد قائلاً: “إن موقفك الأخير الذي أتى بعد محاولاتٍ حثيثة لإطلاق سراحك، وانتهى إلى سؤالك وتخييرك بين البقاء في دمشق وعدم العودة إلى الجولان – وهي الأقرب من نفسك إليك – أو استمرار معاناتك في معتقلات الاحتلال، وتفضيلك الاعتقال على عدم الرجوع إلى الجولان السوري، يعبّر عن تلك الجذوة النضالية التي لا تخبو في نفسٍ فُطرت على الإباء والعزة والكرامة، وعن روح مناضل عظيم تمر الأيام فلا يتعب، وتمضي سنون العمر والنضال فلا تلين له همة، أو تفتر له قناة”، على حد زعمه.
شعارات فارغة
وأكمل قائلاً: “لقد جسدت الوطنية بأكمل صورها عندما رفضت الخروج إلى جزء من الوطن دون جزء آخر، فكما الوطنية كانت وما زالت لا تتجزأ لديك هو الوطن بقلبك أيضًا كامل لا يتجزأ، وبمقدار ما كنا ننتظر خروجك من المعتقل بمقدار ما وقفنا احترامًا لرفضك الخروج بشروط المحتل”.
وتابع بالقول: “فقد فضلت راحة الضمير على راحة الجسد، وفضلت عذاب السجن على حرية منقوصة، وأرسلت رسالة إلى السوريين جميعًا أن المجد لا يصنعه المال ولا الرفاه ولا القبول بأنصاف الحلول والتسويات، بل تصنعه عزة النفس وكرامة الإنسان والصمود في وجه الاعتداء، وبحفظك لكرامة وطنك، سمت كرامتك للعلا وسقطت عنجهية المحتل تحت أقدامك واقدام الأبطال أمثالك”.
تحويل الحقائق
وختم بقوله: “لقد غدا نضالك جنباً إلى جنب مع التضحيات والملاحم التي سطّرها أبطال الجيش العربي السوري في خنادق الشرف ضد العدو الأصيل وضد الإرهاب الوكيل نبراساً يضيء الدرب لهذا الجيل وللأجيال القادمة في طريقهم إلى مستقبل حر وعزيز، وإلى وعد ويقين بتحرير كل شبر من الأرض الطاهرة، وبلقاء قريب إن شاء الله”.
يُشار إلى أن الأسير المقت قد قضى في معتـ.قلات الاحتلال الإسرائيلي قرابة 27 عاماً، وأُفرج عنه عام 2012، لتعيد سلطات الاحتلال اعتقـ.اله مجدداً عام 2015، وتحكم عليه بالسّجن لمدة 14 عامًا بتهمة تصوير فيلم فيديو يعكس التعاون بين الاحتلال وفصيل سوري كما زعمت السلطات الإسرائيلية، وجرى تقديم استئناف على القرار ليتم تخفيض الحكم إلى 11 عاماً فقط.