تخطى إلى المحتوى

تقرير حكومي ألماني حول وقت وظروف عودة اللاجئين السوريين إلى سوريا

نقلت قناة “دويتشه فيلّه” الألمانية يوم أمس تفاصيل تقرير حكومي ألماني حول وضع اللاجئين في البلاد، تضمن نتيجة تفيد بأن إعادة اللاجئين إلى سوريا هو “أمر في منتهى الخـ.طورة”، بحسب تعبير البيان ذاته.

واستند التقرير في نتيجته تلك إلى تقديرات تشير إلى عدم وجود منطقة في سوريا يمكن للاجئين العائدين – وخاصة المعارضين لنظام الأسد منهم – أن يشعروا فيها بالأمان، حيث “يتعرّضون للقـ.مع أو تهـ.ديد حيـ.اتهم بشكل مباشر” على حد قول البيان.

وتم تقديم هذا التقرير إلى وزراء داخلية الولايات الألمانية، بغرض اتّخاذ قرار بشأن تمديد وقف الترحيل إلى سوريا من عدمه، حيث من المقرّر أن يبدأ مؤتمر الوزراء يوم الأربعاء المقبل في مدينة “لوبيك”، ويعدّ التقرير الحكومي أساساً مهماً للمؤتمر المزمع عقده.

إقرأ أيضاً : حزب ألماني يطالب بترحيل اللاجئين السوريين في ألمانيا إلى سوريا

وتوقّع وزير داخلية ولاية بافاريا “يواخيم هيرمان” أن يمدّد وقف الترحيل مجدداً لمدة نصف عام مرة أخرى، لكنّه حذّر في الوقت ذاته من أن يكون التمديد “تصريحاً مطلقاً لكل شخص”، وقال: “من يرتكب في بلادنا جـ.رائم أو يتضح أنه خـ.طر، لا يمكن أن يتوقع أن يجد لدينا مساعدة أو حماية”.

وطالب الوزير بأن يسري معيار آخر بالنسبة للاجئين المناصرين لرأس النظام السوري “بشار الأسد”، وقال في هذا الشأن: “هؤلاء الناس ليسوا مهددين بأي اضطهاد والعودة بالنسبة لهم شيء مقبول”، وفقاً لما صرح به الوزير.

وعلى النقيض مما سبق، كانت قناة “دويتشه فيلّه” نفسها قد نشرت تقريراً خلال الشهر الماضي يشير إلى سعي بعض الساسة اليمينيين في ألمانيا إلى زيارة سوريا، وجمع والتقاط الصور والمعلومات التي تعزز ادعائهم بأن البلاد لم تعد منطقة صـ.راع، بل باتت “آمنة” ومؤهلة لعودة مئات آلاف اللاجئين الذين فتحت لهم حكومة المستشارة ” أنجيلا ميركل” الأبواب، على حد زعمهم.

خطة ممنهجة للتطبيع

وبالفعل قام أولئك النواب الألمان بتنفيذ زيارتهم التي تعتبر الثانية من نوعها خلال ثمانية أشهر، وهدفها المعلن والواضح هو إدخال سوريا المحكومة بقبضة الأسد ضمن قائمة “الدول الآمنة”، ما يعني عملياً إزالة أي مبرر لقبول طلبات لجوء جديدة منها، وشرعنة أي خطوات مستقبلية لإعادة اللاجئين السوريين الموجودين سابقا.

ويتكون الوفد الألماني من أربعة أعضاء ضمن حزب البديل اليميني المتـ.طرف “AFD” الذي تشكل معاداة اللاجئين والمهاجرين بنداً رئيسياً في عمله، بل تمثل أحد مكونات هوية هذا الحزب اليميني، ولم يكتف هذا الحزب بزيارة معاقل الأسد والتقاط الصور التي تظهر تمتعها وتمتع من يعيشون فيها بـ “الأمن والأمان”، بل أطلق الحزب بالتزامن مع ذلك حملة في الشارع الألماني لتشجيع “عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم”.

دعم لروسيا ومصالحها

كما يصر هذا الحزب على ضرورة اعتراف ألمانيا بنفوذ روسيا ضمن سوريا، والانطلاق من هذه القاعدة لتعزيز التعاون الروسي الألماني، متجاهلين أن روسيا باتت منذ سنوات المساهم الأكبر والمباشر في قتل وتهجير السوريين وتدفق موجات لجوء متلاحق ومتعاظم من سوريا.

هذا ويعيش في ألمانيا بحسب احصائيات نهاية العام الماضي قرابة 745645 سورياً، من بينهم 551830 طالب لجوء، وتم الاعتراف بأكثر من 95 بالمئة منهم كلاجئين بالفعل، بحسب المكتب الاتحادي للإحصاء.

مدونة هادي العبد الله