تخطى إلى المحتوى

فنان سوري معارض لنظام الأسد يرفض العودة إلى سوريا “لست مشتاقاً للمخفر ولا للمخابرات”

منذ بدء الثورة في سوريا سنة 2011، شهدت الساحة انقساماً كبيراً بين الفنانين السوريين إزاء الأحداث، فمنهم من أيد ممارسات نظام الأسد تأييداً مطلقاً ووقف في وجه تطلعات الشعب السوري للحرية والكرامة، ومنهم من التزم الحياد ولم يصرح بأي موقف متبعاً سياسة امساك العصا من المنتصف، ومنهم من أيد الثورة السورية ووقف إلى جانبها بشجاعة.

وبالرغم من الثمن الباهظ الذي دفعه الفنانون السوريون المتضامنون مع الثورة، من خلال تهميشهم وإبعادهم عن الساحة الفنية ومصادرة املاكهم بل وحتى اعتـ.قالهم وتهـ.ديدهم، إلا أنهم ظلوا ثابتين على مواقفهم بشكل يدعو للاحترام والتقدير.

وكان الفنان السوري “نوار بلبل” واحداً من أولئك الفنانين السوريين الذين لم يقفوا في صف الثورة فحسب، بل وكان واحداً من ثوار الصف الأول، وذلك مع سجله الحافل بالمشاركة في مظاهرات مدينة حمص التي كان يقود بعضها بنفسه، أسوة بأبناء المحافظة التي رفضت حكم نظام الأسد والتضييق على أبنائها.

إقرأ أيضاً : مذكرة من المخـابرات بحق ممثلة سورية معارضة (صور+ فيديو)

ومنذ يومين وفي لقاء له مع قناة “الحرة” الأمريكية الناطقة بالعربية، قال الفنان السوري الثائر نوار بلبل: “إن الثورة السورية هي ثورة عظيمة واستثنائية بكل معنى الكلمة”.

وتابع بقوله: “لقد خرجت الثورة من جيل أراد نظام الأسد تربيته وتدجينه وتأطيره منذ المراحل الأولى للدراسة”، وذلك في إشارة إلى اللباس العسكري وحصة التربية العسكرية لأطفال بعمر 13 عاماً فقط بالمرحلة الإعدادية.

ورفض أن تتم دعوته بالفنان المعارض، لأنه ثائر ينتمي إلى الثورة، موكداً بأنه قد شارك بأول المظاهرات في مدينة حمص، وتابع قائلاً: “لن أعود إلى سورية في ظل حكم الأسد، لست مشتاقًا إلى المخفر، أو فرع المخابرات أو الحدود”.

مواقف ثابتة لفنانين شرفاء

ويأتي موقف نوار بلبل في رفض العودة إلى ظل حكم نظام الأسد، بعد أن شهدت الساحة عودة الكثير من الفنانين السوريين إلى “حضن الوطن” وتغيير مواقفهم إزاء ممارسات هذا النظام المجرم.

وكان الفنان السوري العالمي “مكسيم خليل” قد اتخذ موقفاً مماثلاً لموقف نوار بلبل في رفضه العودة إلى حكم نظام الأسد مالم يسقط هذا النظام وتتغير المنظومة الأمنية القمعية في سوريا بأكملها بما يسمع بحرية الرأي والتعبير.

ففي تصريح له مع صحيفة “الأخبار” اللبنانية بشهر أيار مايو الماضي، أصر خليل على أنه لا يقبل المشاركة في أعمال درامية لا تتحدث عن حقيقة الواقع السوري بكل حرية وصدق وأمانة، وتنقل الأحداث من وجهة نظر واحدة فقط، وأكد خليل على أنه لم يهجر الدراما السورية، بل “هي التي هجرته” على حد تعبيره.

حرية الرأي والتعبير

وأكمل خليل بقوله بأن الدراما التي تدعي معالجة الواقع في سوريا لا تواجه الحقائق ولا مكامن العطل الحقيقي، وتقدم للناس حقائق مشـ.وهة ووجهات نظر قاصرة وغير كاملة.

ورداً على سؤال عن عودته إلى سوريا قال: “لن أعود إلى سوريا ولا إلى المشاريع، لن أرجع إلى تلك الدراما التي تصوّر في بلدي، لن أعود إلا إذا استطعت قول ما أريد قوله في الدراما وغيرها. وما يمكنني قوله على الشاشات السورية”.

ومن الجدير بالذكر أن العديد من الفنانين السوريين المؤيدين للثورة السورية كانوا قد اتخذوا مواقف مماثلة تماماً لمواقف مكسيم خليل ونوار بلبل، منهم على سبيل المثال: عبد الحكيم قطيفان، فارس الحلو، مازن الناطور، جهاد عبدو، مي سكاف، فدوى سليمان، وآخرين.

مدونة هادي العبد الله