تخطى إلى المحتوى

نائب رئيس الحزب الحاكم في تركيا يعلن شروط تركيا للتطبيع مع نظام الأسد وعودة اللاجئين

خلال حوار مطوّل أجراه معه موقع “الجزيرة نت”، تناول “جودت يلماز” نائب رئيس حزب العدالة والتنمية التركي ومسؤول العلاقات الخارجية في الحزب كافة القضايا المحلية والإقليمية لدى الشأن التركي، والتي من بينها ملفيّ العلاقات مع نظام الأسد وتداعيات عملية “نبع السلام” العسكرية التركية في شمال سوريا.

وحول العملية السياسية في سوريا، قال يلماز: “لقد بدأت بالفعل عملية تسوية سياسية في المسألة السورية تحت قيادة روسيا وإيران وتركيا، وتشكلت لجنة دستورية تتكون من خمسين شخصا تابعا للنظام وخمسين ممثلا للمعارضة وخمسين مستقلا، وفي حال تم تشكيل دستور جديد تقبله جميع الشرائح سيتم الحفاظ على وحدة أراضي سوريا وإجراء عملية إعادة الإعمار”.

وتابع بالقول: “بطبيعة الحال في مرحلة ما من هذه العملية يلزم أن تكون هناك انتخابات، وعلى الشعب السوري اختيار حكومة شرعية تمثله من خلال انتخابات يشارك فيها كل الذين يعيشون في سوريا والذين أجبروا على مغادرة البلاد”.

إقرأ أيضاً: وزير الخارجية التركي مصرحاً حول أسباب التدخل التركي في سوريا وأهدافه

وقال: “وعند حدوث كل تلك الأمور، حينها فقط سيتم تطبيع علاقاتنا، وقبل ذلك لن نرى مسؤولين أتراكا وسوريين تابعين لنظام الأسد يتبادلون الزيارات، لكن حتى ذلك الحين، ستكون هناك علاقات على الصعيد الاستخباري”، على حد قوله.

وأكد يلماز استمرار دعم تركيا للمعارضة السورية المشروعة، مؤكداً بأن تركيا قد عملت مع “الجيش الوطني السوري” ضمن العمليات العسكرية الأخيرة، وقاتلت معه جنباً على جنب ضد كل من تنظيميّ “داعش” و”قسد”.

مدى نجاح نبع السلام

وحول عملية نبع السلام قال يلماز: “كان هدف تركيا من عملية نبع السلام مكافحة المنظمات الإرهابية على طول الحدود التركية، وتجهيز مناطق آمنة داخل سوريا بحيث يتمكن بعض اللاجئين من العودة طوعا إلى وطنهم، حيث يقيم نحو أربعة ملايين لاجئ من أشقائنا السوريين في تركيا، وقد عاد بعد عمليتي غصن الزيتون ودرع الفرات أكثر من 365 ألف سوري من إخوتنا إلى وطنهم”.

وتابع قائلاً: “والآن لدينا بعض المشاريع في هذه المنطقة الجديدة أيضا، ولدينا أيضا بعض التحضيرات لإعادة بناء البنية التحتية، وبناء المساكن، وتهيئة بيئة اقتصادية، كما أننا نحضر لمؤتمر دولي للمانحين، وقد أعلنت بالفعل بعض البلدان مثل قطر عن تقديم الدعم، وأبدت ألمانيا وبلدان أخرى بعض الملاحظات الإيجابية”.

مصير عناصر داعش

وحول رفض استقبال بعض الدول الأوروبية لمواطنيها المعتقلين في تركيا بتهمة انتمائهم لتنظيم “داعش”، قال يلماز: “تحاول وسائل الإعلام الدولية تصوير الأمر كما لو أن تركيا لا تحارب تنظيم الدولة رغم دور تركيا المشهود في محاربة داعش، وقد تجسد ذلك في عملية درع الفرات وعملية غصن الزيتون، كما أن تركيا خلال عملية نبع السلام الأخيرة اعتقلت المئات من عناصر تنظيم الدولة”.

وأكمل بقوله: “من الملاحظ أن المنضمين لتنظيم الدولة أغلبهم يأتون من البلدان الأوروبية لزعزعة استقرار السلام في مناطقنا، لذلك على بلدانهم أخذ الإجراءات اللازمة بحق الإرهابيين من مواطنيهم بدلا من رفضهم، وبكل الأحوال فإن لدى تركيا طرقا -وفقا للقانون الدولي- لتسليمهم لبلدانهم سواء قبلتهم أم لم تقبلهم”.

مدونة هادي العبد الله