بالرغم من أن العديد من شبيحة نظام الأسد قد بدأوا بالانقلاب عليه متململين من سوء الوضع المعيشي والانهـ.يار الكبير لليرة السورية والاقتصاد، إلا أن بعض الشبيحة لا زالوا “أوفياء” لنظامهم ومؤمنين به بالرغم من اقترابهم الحثيث من المـ.وت جوعاً بسببه!
وكمثال حيّ على هذا، تداول روّاد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو للشبيح المدعو “بشار يوسف برهوم” وهو من اللاذقية وينتمي لنفس طائفة نظام الأسد، وهو يتحدث عن ضرورة عدم الانجرار وراء “المؤامرة” في مناطق النظام، على حد وصفه.
وأكّد برهوم – بكل وفاءه التشبيحي – بأنّه سيقف مع قيادته “الحكيمة”، وأنّه يؤمن بأن وضع الليرة السورية سيتعافى قريباً، داعياً لمتابعة الأسعار التي توضح ذلك، وشدّد على عدم النزول إلى الشارع حتى ولو وصل سعر صرف الدولار إلى 5000 ليرة.
إقرأ أيضاً : فنان سوري معارض لنظام الأسد يرفض العودة إلى سوريا “لست مشتاقاً للمخفر ولا للمخابرات”
وتساءل خلال الفيديو عن سبب ارتفاع سعر الدولار في هذا الوقت، وخاصة بعدما ما سيطر نظامه على 90% من سوريا، بيننا لم يترفع عندما كانت 70% من الأراضي خارج سيطرتها، بحسب منطقه التشبيحي.
واعتبر برهوم هذا الأمر كدليل على “فشل الأعداء بالخيار العسكري، ولجوئهم للخيار الاقتصادي، للضغط على الشارع من أجل جعل شرخ بينه وبين قيادته الحكيمة”، على حد زعمه.
وعلى النقيض من ذلك، عاد الممثل السوري “بشار إسماعيل” المعروف بتشبيحه سابقاً لنظام الأسد، والذي كان قد هدد قبل أشهر بالهجرة الى كندا بسبب الاوضاع المزرية في مناطق النظام، عاد ليشن هجـوماً لاذعاً على النظام بعد ان وصلت الامور الى حد غير مسبوق من التدهور والانهيار.
انقلاب الشبيحة
وكتب إسماعيل منشوراً على حسابه في موقع “فسيبوك” استخدم فيه لهجة مبطنة وأدخل فيه رسائل خفية، ليظهر ضمن كلامه مدى سخطه وغضبه على ما آلت إليه أوضاع نظامه، ومدعياً – كعادة المؤيدين – بأن “المسؤولين” هم السبب، ومظهراً عن قصد أو غير قصد مدى التردي الذي وصل إليه هذا النظام بشكل عام.
يشار إلى أن سعر صرف الليرة السورية قد وصل أمام الدولار منذ أيام إلى 950 ليرة سورية للدولار الأمريكي الواحد لأول مرة في تاريخ الليرة السورية، بينما تأخد الليرة بالانهيار سريعاً بشكل مرعب بعد القلاقل الاقتصادية التي يتعرض لها داعموه الإيرانيون وأنصارهم.
هل هناك ثورة قادمة؟
ووفقاً لتقديرات الأمم المتحدة، فإن سوريا تحتاج إلى أكثر من 250 مليار دولار من أجل إعادة تحريك الاقتصاد، وهو مبلغ لا تستعد إيران وروسيا حليفتا نظام الأسد لتقديمه إلى نظام الأسد مهما حدث، وهما المثقلتان أصلاً بعشرات العقوبات الاقتصادية والمصاعب المالية.
وبينما تسود حالة من السخط العارم في أوساط القاعدة الشعبية لنظام الأسد والقاطنين في مناطق سيطرته، يحاول نظام الأسد امتصاص هذا الغضب بطرق لا تسمن ولا تغني من جوع، منها مجموعة من القوانين التي صدرت مؤخراً الأسد، بزيادة هزيلة في الرواتب لا تسمن ولا تغني من جوع!
بينما ترتفع موجة الغضب والتذمر التي قد تتطور لتصبح “ثورة عارمة” من قبل القاعدة الشعبية للنظام نفسه، وذلك كما توقع بعض المحللين للشأن السوري في الآونة الأخيرة.