لا تزال الدوريات الأمريكية تمارس نشاطها المعتاد في مناطق شرق سوريا دون أدنى اعتبار لنظام الأسد الذي تغدو وتروح الدوريات الأمريكية أمام أنظار عناصره وضباطه دون أن يجرؤوا على الاعتراض، وذلك بالرغم من كل شعارات “السيادة الوطنية” و”المقاومة والممانعة” لدى هذا النظام.
ولم يقتصر الأمر على ذلك فقط، بل لقد قام “الأمن العسكري” التابع لنظام الأسد مؤخراً بعـ.قاب أحد عناصر حواجز ميليشيا “الدفاع الوطني”، وأزال الحاجز بشكل كامل من موقعة جنوب مدينة القامشلي في محافظة الحسكة يوم أمس، وذلك بسبب اعتراض عناصر الحاجز لرتل عسكري أمريكي كان يمر به حينذاك.
وقال الشهود وقتذاك بأن حاجزاً لمليشيا الدفاع الوطني في قرية “تل عودة” جنوب القامشلي قد اعترض دورية أمريكية، وطلب منها تنكيس العلم للسماح لها بالمرور، ما استدعى تدخل طيران التحالف الدولي، الذي حلق على علو منخفض بالمنطقة ما أجبر عناصر الحاجز على الفرار وترك حاجزهم.
إقرأ أيضاً : أبطال درعا يعيدوها سيرتها الأولى.. مظاهرات جديدة في عدة مناطق تنادي باسقاط النظام (فيديو)
الأمر الذي تسبب لاحقاً بموجة كبيرة من الذعر والخوف بين المدنيين من أهالي قرية تل عودة، الذين خافوا من تعرض قريتهم للقصف بسبب حاجز مليشيا الدفاع الوطني، مما دفع نظام الأسد لمعاقبة عناصر الحاجز الذي يرأسه المدعو “صالح الخلاوي” وأزالت الحاجز بشكل كامل.
ووفقاً للمقطع المصور الذي تم تداوله للحادثة، تقف إحدى آليات الرتل العسكري وقد رفع عليها علم الولايات المتحدة الأمريكية عند حاجز عسكري للميليشيا المذكورة، حيث طلب العنصر الأسدي من الرتل الأمريكي تنكيس العلم الأمريكي قبل متابعة مروره، وقال: “خلي ينزل هالعلم، ينكس العلم تبعو وينقلع، نكس العلم وامشي، نكس العلم نزلو”.
وكاد متابعو التسجيل المصور أن يقتنعوا بأن العنصر التابع لنظام الأسد قد أذل القوات الأمريكية ومنع مرور القوات الأمريكية وهي ترفع علمها داخل الأراضي السورية، لولا أن كشف العنصر نفسه عن أسباب طلبه تنكيس العلم الأمريكي، ألا وهو “الكبل الكهربائي”!
كبل كهربائي مقاوم وممانع!
إذ أصر العنصر التابع لقوات الأسد على إنزال سارية العلم الأمريكي تفادياً لقطع أحد كابلات التيار الكهربائي في تلك المنطقة، وأضاف: “بيقطع الشريط، بيقطع الشريط، في إشارة منه إلى ان العلم الأمريكي سيقطع الشريط الكهربائي، ورغم ذلك كله، عوقب أولئك العناصر في آخر الأمر.
وأثار التسجيل المصور وقتذاك سخرية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي موجهين التحية لهذا الكبل الكهربائي الذي أجبر الرتل الأمريكي على تنكيس علم الولايات المتحدة! بينما يقتصر دور حواجز قوات الأسد في مناطق شمال شرق سوريا على كونها “شرطة مرور” تقوم بتسهيل مرور الآليات والأرتال التابعة لبلدان مختلفة على رأسها الولايات المتحدة.
شعارات فارغة
وكان رأس النظام السوري “بشار الأسد” قد اعتاد على وصف الوجود الأمريكي في سورية بأنه “غير شرعي”، وتغنى بالسيادة الوطنية لميليشياته ضد أي وجود عسكري آخر معتبراً إياه استعماراً واحتلالاً على حد زعمه.
بينما أعادت الولايات المتحدة مؤخراً نشر قواتها في مواقع قرب حقول النفط في مناطق شمال شرق سوريا لمنع قوات الأسد وروسيا وداعش من الوصول إليها بحسب تصريحات الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” ووزير دفاعه، وتسرح الدوريات الأمريكية وتمرح في مختلف مناطق شرق الفرات بلا قيد ولا أي مضايقة من أي من نظام الأسد أو حليفه الروسي.