قام معهد روسي متخصص بالدراسات السياسية والاستراتيجية بنشر تقرير مطول حمل عنوان “سياسة روسيا الميتة في سوريا”، تحدث من خلاله عن هشـ.اشة نظام الأسد، ودور كل من وروسيا وإيران في تقويته ضمن إطار عمل كل طرف منهما لمصالحه.
ونقل “معهد دراسات الحرب” الروسي عن القائد العسكري الروسي السابق في سوريا العقيد “ألكسندر دفورنيكوف” تأكيده بأن روسيا قد شعرت بخيبة أمل بعد اكتشاف المدى الحقيقي لضـ.عف نظام الأسد وقواته وكذلك وجود بشار الأسد على رأس سلطة لاتمتلك من زمام الأمر شيئا في البلاد.
وهذا دفع روسيا لاحقاً للاعتماد على إيران في تأمين قواعدها على الساحل السوري، وفي تعزيز حملاتها الإقليمية الأوسع لتقييد حرية حركة الناتو في البحر المتوسط وتقوية المشروع في إفريقيا.
إقرأ أيضاً : مصادر روسية تكشف رسالة تحذيرية من بوتين لبشار الأسد عن طريق مبعوث الرئاسة الروسي
وأوضح العسكري الروسي في التقرير بأن كلاً من روسيا وإيران تعملان على إنشاء قوات عسكرية جديدة لنظام الأسد، لتخفيف بعض النقص في القوى العاملة لديه مع توسيع شبكاتهما داخل سوريا.
مشدداً في الوقت ذاته على أن روسيا وإيران تتنافسان لإنشاء هذه القوات، وتمتد منافستهما أيضاً إلى الفرص الاقتصادية في المناطق التي يسيطر عليها النظام، بما في ذلك شبكات التـ.هريب التي تتداخل مع الجماعات شبه العسكرية.
وأضاف بقوله بأن موسكو لا تملك ما يكفي من القوة القتـ.الية المستقلة في سوريا لتأمين قواعدها أو هـ.زيمة الفصائل الثورية، ما يجعلها تعتمد على القوات الموالية للأسد وإيران.
وكانت كل من روسيا وإيران قد أنشأتا على مر السنوات الماضية فيالق وميليشيات، في إطار التنافس بين الطرفين على بسط النفوذ في سوريا، وقد نشبت عدة مناوشات بينهما في وقت سابق في درعا وحمص وحماة ودير الزور بسبب تضـ.ارب المصالح الخاصة بكل جهة من الأخرى.
زيارة تحذيرية
وفي سياق متصل، وعقب الزيارة التي قام بها المبعوث الرئاسي الروسي للملف السوري “ألكسندر لافرنتييف” إلى دمشق منذ أيام، أكدت مصادر روسية بأن المبعوث الروسي كان قد أبلغ خلال الزيارة رأس النظام “بشار الأسد” بأنه قد آن الأوان لدفع الحل السياسي في سوريا.
وأوضحت المصادر بأن لافرنتييف قد طالب الأسد بالانخراط بشكل أكبر في المساعي الروسية لدفع التحرك السياسي عَبْر اللجنة الدستورية، مشيرةً إلى أنه وجَّه رسالة واضحة لرأس النظام السوري بأنه آن أوان العملية السياسية في سوريا.
كما شدد المبعوث الروسي على أن البديل عن اللجنة الدستورية والمساعي الروسية سيكون “تخريباً أمريكياً أكبر، وتعقيدات جدية جديدة قد يكون من بينها توفير أرضية لاستئناف الأعمال القتالية في أكثر من منطقة في سوريا”، كما نقلت المصادر.
مشاكل مع الأسد
وأشارت المصادر إلى أن موسكو باتت تعاني من مشكلة جدية مع نظام الأسد نفسه، تتمثل في شقين: أولهما يتعلق بخطابه القائم على خروجه منتصراً من الحـ.رب وعدم استعداده لتقديم تنازلات داخلية جدية لتحسين الأداء السياسي والاقتصادي.
والشق الثاني مرتبط بـ “تعجرفه” مع الأطراف الأخرى في اللجنة الدستورية، والتي ترى فيها موسكو مفتاحاً أساسياً لبلورة مسار التحرك نحو التسوية السياسية النهائية، واشتراطه بأن ينطلق عملها بإصدار “بيان سياسي” تم إقحامه بشكل متعمد لعرقلة تقدُّم هذا المسار.
وكان النظام السوري قد عرقل اجتماعات اللجنة الدستورية وأفشل الجولة الأولى من محادثات المجموعة المصغرة خلال الأسبوع الماضي، محاولاً تجنب بحث الانتقال السياسي والانتخابات الحرة تحت إشراف أممي، وتحريف مسار عملها نحو قضايا سياسية خارجة عن مهامها، الأمر الذي أثار انزعاج حلفاءه الروس.