تخطى إلى المحتوى

تضييق كبير وقرارات جديدة ضد اللاجئين السوريين في السودان

أرجو من الجميع التفاعل والمشاركة ليصل صوت إخوتكم السوريين .. في ظل غياب كامل لوسائل الإعلام!
تفاءل الجميع – بما فيهم السوريون – بالثورة الشعبية الأخيرة التي ازاحت النظام السوداني السابق، وأجبرت النخب السياسية والعسكرية المتحكمة بالبلاد على الوقوف عند مطالب الشعب السوداني الذي انتفض بقوة خلال الأشهر الأخيرة، لينال ما ناضل لأجله في نهاية المطاف.

إلا أنه ومنذ زوال النظام السوداني السابق وحلول حكومة جديدة منتخبة شعبياً بدلاً منه، يتزايد التضييق على الأجانب في عموم أنحاء البلاد بما فيهم السوريون الذين يقدر عددهم في البلاد بحوالي 200 ألف.

ومن المؤسف أن السوريين كانوا يعيشون في ظل النظام السوداني السابق أوضاعاً ممتازة جداً من حيث التسهيلات الأمنية والقانونية وحرية العمل، إلا انهم حرموا الكثير من تلك الامتيازات والتسهيلات بعد انهـ.يار النظام السابق وحلول الحكم الحالي محله، مع أنه يفترض بالحكم الحالي أن يكون أكثر حرية وانفتاحاً من الحكم السابق.

إقرأ أيضاً : السعودية تبيّن موقفها من ثورة السودان.. والملك سلمان يصدر توجيهات هامة

ويوم أمس، أعلنت العديد من محلات السوريين في العاصمة السودانية الخرطوم إيقاف أعمالها وإغلاقها مؤقتاً، بسبب “ضبابية القرارات” الحكومية، وفق ما ذكرت شبكة “ديار” المهتمة بنقل أخبار السوريين في السودان.

وجاء ذلك الإغلاق عقب انطلاق حملات قامت بها الشرطة السودانية المختصة، نتج عنها القبض على عشرات السوريين ممن لا يحملون إقامات عمل، كما شملت كذلك بعضاً ممن لديه إقامة، وهو ما أثار الكثير من الاستغراب والدهشة لدى السوريين في السودان.

في حين لم تُصدر الوزارة المختصة أي قرار أو تصريح بهذا الخصوص، واكتفى أصحاب المحال التجارية بإيقاف عملهم مع التنويه بانتظارهم لصدور قرارات واضحة حول ذلك، مبدين كل الاستعداد لتنفيذها.

إغلاق وقلق

وبحسب المصدر، فقد أغلقت كافة المحلات التجارية والمطاعم التي يملكها سوريون في العاصمة الخرطوم، وخصوصاً في منطقة كافوري التي يتركز بها نشاط غالبية السوريين، حيث شهدت المنطقة حملة اعتقالات واسعة في صفوف السوريين، ذكّرتهم بحملات الاعتقال العشوائية التي كانت تقوم بها قوات وشبيحة النظام حيال المتظاهرين السوريين في بداية الثورة السورية، حسب وصف المصدر.

وقد أثار ذلك عدداً من ردود الفعل الغاضبة من بعض المحامين ورجال الأعمال السودانيين، بحسب ما نقلت صحيفة “المجهر السياسي” السودانية، في مقال لها بعنوان “إلى وزير الداخلية، احترموا آدميتهم”، حيث عبّروا عن غضبهم وسخطهم من الطريقة المهينة والمذلة التي جرت بها حملات المداهمة والاعتقالات للسوريين من محالهم وبسطاتهم في الأسواق.

تضييق غير مبرر

وبحسب المصدر، فإن حملة يوم الأربعاء تأتي تطبيقاً لقرارات سابقة أصدرتها الحكومة السودانية فرضت بموجبها إقامات عمل على السوريين مع إعطائهم مهلة شهر لاستصدار الإقامات، وأعقب ذلك قرار آخر، وهو حصر الأعمال التجارية كالاستثمار والبيع والشراء بالسودانيين الحاصلين على الجنسية السودانية بالميلاد، أي أنه حتى السوري المجنس لا يستطيع ممارسة تلك الأعمال.

وقال المصدر بأن السوريين يعيشون اليوم أسوأ أوضاعهم في السودان، في ظل حملات التضييق والملاحقة التي وصلت لأرزاقهم ولقمة عيشهم، معتبراً أن ما حصل يوم أمس وما سبقه من قرارات أصدرتها الحكومة السودانية، يجعلنا نقول أن ناقوس الخطر تم دقه فعلاً، وأن وجود السوريين في السودان بات اليوم مهدداً بعد أن كانت السودان ملجأ لكل هارب من نظام الأسد.

مدونة هادي العبد الله