يبدو بأن الأمور تتخذ منحىً جديداً في مناطق شرق سوريا بالنسبة لزيادة النفوذ الروسي ومعه نفوذ نظام الأسد أيضاً، فبعد الزيارة التي أجراها المدعو “علي مملوك” نائب رأس النظام السوري في الشؤون الامنية منذ يومين إلى مدينة القامشلي في أقصى الشمال الشرقي لسوريا، تبدأ تحركات روسية جديدة بالظهور هناك.
فقد أكدت وسائل إعلام روسية وصلت تعزيزات عسكرية روسية يوم أمس إلى مطار القامشلي الدولي في ريف الحسكة، وذلك لتعزيز قواتها المنتشرة حديثاً في المطار.
وقالت الوسائل الإعلامية الروسية بأن قافلة تضم عشرات المصفحات والشاحنات وصلت إلى المطار، ترافقها سيارات وعناصر من ميليشيات “قسد” التي تتقاسم السيطرة على مدينة القامشلي مع نظام الأسد منذ سنوات.
إقرأ أيضاً : الإعلام الروسي يكشف نية بلاده للاستيلاء على مطار سوري جديد كقاعدة عسكرية ثالثة لها في سوريا
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد نقلت في تشرين الثاني نوفمبر الماضي مروحيات ومنظومة دفاع جوي من قاعدة حميميم الجوية الروسية في اللاذقية إلى مطار القامشلي، بهدف تأمين الدوريات الروسية التركية التي يتم تسييرها في المنطقة، وذلك وسط اشاعات عن توقيع عقد “استئجار” للمطار بأكمله مع نظام الأسد.
وكان علي مملوك قد عقد يوم أمس اجتماعاً في مدينة القامشلي مع قادة من ميليشيات “قسد” ووجهاء عرب وأكراد في المنطقة، وقالت مصادر محلية بأن مملوك قد وصل إلى القامشلي يوم الأربعاء الماضي، وعقد الاجتماع مع قادة ميليشيات “قسد” ووجهاء المدينة أمس، بينما لم ترد معلومات واضحة عما تم مناقشته خلال الاجتماع او ما نتج عنه.
ومن الملفت للانتباه أن مطار القامشلي قد تحول إلى نقطة تنسيق مشترك بين الجانبين في الآونة الأخيرة، حيث تعقد فيه كل الاجتماعات الهامة بين الجانبين ويتم فيه توقيع الاتفاقيات الحساسة ذات الرعاية الروسية، ومن المتوقع جداً أن يصبح المطار نفسه قاعدة عسكرية روسية قريباً في شرق سوريا كما مطار “حميميم” في غربها.
قاعدة ثالثة
وكانت صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” الروسية قد أكدت نية بلادها السيطرة على مطار القامشلي شمال شرقي سوريا تحت بند “الاستئجار” واستخدامه كقاعدة عسكرية ثالثة على غرار قاعدتَيْ حميميم وطرطوس، وقالت الصحيفة نقلاً عن مصادر غربية وخبراء عسكريين روس بأن محادثات تجري حالياً بين روسيا ونظام الأسد حول هذا الموضوع.
وبحسب المصدر فإن روسيا تهدف من ذلك إلى تعزيز وجودها في سوريا، ومنطقة الشرق الأوسط عموماً، ومن غير المستبعد أن تعمل على نشر مركز لإدارة الصواريخ، بهدف مواجهة هجمات أمريكية محتملة على حد زعمها.
إنكار رسمي
ووفقاً للمصادر فإن الوجود العسكري الروسي الدائم في القامشلي، والسيطرة على المطار فيها سوف يساعد نظام الأسد في السيطرة على المنطقة والتسوية مع ميليشيات “قسد” أولاً، وثانياً لن تسمح موسكو بعد تعزيز وجودها في المدينة للأمريكيين أو الأتراك بالدخول إليها.
بالمقابل رفض المتحدث باسم الكرملين “ديميتري بيسكوف” نفي أو تأكيد تقارير صحافية حول نية موسكو استئجار مطار القامشلي، وقال: “لا أستطيع التعليق على ذلك، لا أعرف مَن يقول ذلك” على حد زعمه.