يحاول الإعلام الروسي ومعه إعلام محور “المقاومة والممانعة” اختلاق أي عذر أو أي سبب خارجي أو داخلي للانهيار الفظيع في قيمة الليرة السورية منذ أكثر من أسبوع إلى اليوم، دون أن يتطرق أي واحد منهم إلى السبب الرئيسي الذي أوصل الليرة والاقتصاد والبلاد لكل ما وصلت إليه من كـ.وارث، ألا وهو نظام الأسد نفسه وممارساته الشنيعة.
وفي هذا السياق وبحسب ما أورده موقع “أورينت نت”، اختلقت وكالة “سبوتنيك” الروسية سبباً بالغ السخـ.افة والتفـ.اهة لانخفاض الأخير لليرة السورية، وعزت الأمر لسبب مضـ.حك أثار سخـ.رية العديد من المواقع ومنصات التواصل الاجتماعي.
وزعمت الوكالة في سياق تفسيرها المضحك بأن الانهـ.يار المتسارع الذي تعرضت له الليرة السورية في الأسابيع الأخيرة يعود إلى “المواقع الإلكترونية”! حيث تضع هذه المواقع أسعارا لسعر الصرف كما تحدده هي لا كما يحدده السوق، على حد زعمها.
إقرأ أيضاً : الشبيح بشار برهوم : لن ننزل للشوارع حتى لو وصل الدولار لـ5000 ليرة (فيديو)
وقالت الوكالة بأن هذه المواقع الإلكترونية تقوم برفع سعر الصرف مستغلة بعض العوامل مثل الأزمة اللبنانية التي فعلا أثرت على المعروض من الدولار في السوق، ما ساهم في ارتفاع الطلب عليه التي استغلتها هذه المواقع لتقوم بنشر أسعار متضخمة بهدف المضـ.اربة وإيذاء الاقتصاد السوري.
وزعمت الوكالة بأن ارتفاع سعر الليرة يوم أمس أمام الدولار جاء بعد حملة أطلقها عدد من السوريين على منصات التواصل الاجتماعي رداً على الأسعار التي تضعها بعض المواقع الإلكترونية لأسعار الصرف في البلاد.
واستدلت الوكالة على هذا الأمر بانخفاض سعر الدولار بمقدار 150 ليرة في يوم واحد، إذ افتتح عند 950 ليرة قبل يومين وأغلق عند 800 ليرة للدولار الواحد يوم أمس، وسبب ذلك هو تلك الحملة التي أطلق عليها “كلنا يعني كلنا”.
حملات وهمية
وأشارت الوكالة إلى أن المعنيين على الحملة شكروها – أي للوكالة – على دورها الكبير في التسويق الاقتصادي للحملة ما أدى إلى انخفاض الليرة، دون أن توضح ماهية هذا التسويق الاقتصادي او حتى آلية الانخفاض المزعوم.
وقبل ثلاثة أيام فقط، سجلت الليرة السورية سعراً قياسياً أمام الدولار، حيث لامست حاجز الألف ليرة للدولار الواحد، قبل أن يرتفع سعرها قليلا يوم أمس إلى 820، ثم يعود إلى الانخفاض اليوم مجددا ويصل إلى 840.
وتشهد الأسواق السورية فوضى عارمة وتخبطاً غير مسبوق جراء الانهيار المستمر لليرة السورية مقابل العملات الأجنبية، وذلك في ظل محاولات يائسة من نظام الأسد لضبط أسعار السلع والصرف في الأسواق.
شلل في الأسواق
وكانت صحيفة “فايننشال تايمز” قد قالت في تقرير لها قبل يومين بأنه ومنذ اندلاع المظاهرات في لبنان في منتصف تشرين الأول أكتوبر الماضي، أخذ شريان حياة الدولار الداخل إلى سوريا يتضاءل ويجف.
وأضافت الصحيفة بأن الأزمة المالية في داخل لبنان وغياب أي ضوابط رسمية على حركة التداول وفقدان الدولار داخل السوق اللبنانية، انعكست جميعاً بشكل فوضوي على الاقتصاد السوري في ظل حكم نظام الأسد.
وأكدت بأن الاقتصاد السوري قد انهار منذ تسع سنوات بسبب قرار نظام الأسد شن حرب ضد السوريين، وعلى الرغم من سيطرته على أماكن واسعة من البلاد إلا أن الاقتصاد السوري ما يزال يعاني، وهو أبعد ما يكون عن الانتعاش كما كان يزعم نظام الأسد.