تخطى إلى المحتوى

المعارضة الروسية تحتج ضد ممارسات وسياسات حكومة بوتين في سوريا

في سياق رفضها لكل ممارسات الرئيس الحالي “فلاديمير بوتين” في الداخل والخارج، أعلنت المعارضة الروسية رفضها التام لممارسات الكرملين في الشرق الأوسط عموماً وفي سوريا على وجه التحديد، مطالبين بوتين بإيقاف كل ذلك.

وفي بيان أصدره البرلماني الروسي الأسبق “غريغوري يافلينسكي” رئيس اللجنة السياسية الفيدرالية لحزب “يابلوكو” اليميني المعارض، وجه يافلينسكي انتقادات حـ.ادة لسياسة الكرملين الخارجية تجاه الشرق الأوسط وأفريقيا، لافتاً إلى أن موسكو لم تكتسب بتدخلها في نزاعات المنطقة حلفاء “بل انخرطت في حـ.رب أهلية غريبة لا نهاية لها أودت بحياة الآلاف”.

وقال بأن القيادة الروسية تعهدت عام 2015 بأن العملية العسكرية في سوريا ستستغرق أقل من عام، مشيراً إلى أنه قد تم إعلان انتهاء العملية وسحب القوات مرات عدّة، “والآن يصرح فلاديمير بوتين بأن الجيش الروسي سيبقى في سوريا حتى تطلب منه القيادة السورية المغادرة، وهذا معناه، إلى الأبد”، على حد قول البرلماني المعارض.

إقرأ أيضاً : فيصل القاسم يكشف عن خطة الصين لإزاحة روسيا والسيطرة على نظام الأسد

وأشار يافلينسكي إلى فشل سياسة واستراتيجية روسيا في سوريا، موضحاً بأن القيادة الروسية قد صرحت مرارًا وتكرارًا أن الغرض من العملية هو منع تحول سوريا إلى مرتع للفوضى التي شهدها العراق وليبيا بعد تدخل الغرب، ومشيرا إلى أن “سوريا اليوم تحولت بالكامل إلى ما أراد الكرملين منعه”.

وقال يافلينسكي بأن روسيا ليس لديها اليوم ثقل سياسي كاف للتوسط في أي نوع من التسوية السلمية في المنطقة، فعندما لا يكون بمقدور دولة ما أن تقدم مساعدات اقتصادية أو مساعدات إنسانية جادة، وتقوم فقط بتزويد منطقة تعج بالقوى المتصـ.ارعة بالجنود والمرتـ.زقة والأسلـ.حة، فإنها تكتسب سمعة مقاول الحرب الباحث عن استفادة لنفسه، والمهتم باستمرار الصراع.

كما انتقد يافلينسكي القصف الروسي الذي أدى إلى سقـ.وط العديد من الضحايا، والذي يتم عرضه باستهزاء بمثابة “اختبار” لأسلحة جديدة، مشيرا إلى أن هذه الممارسات “تخلق جواً من الكراهية والتعـ.طش للانتقـ.ام”.

مزاعم الحرب على الإرهاب

وعن هدف روسيا المعلن المتمثل في “محاربة الإرهاب ومنع وصوله إلى روسيا”، يشير يافلينسكي إلى أن مواطني روسيا ومواطني رابطة الدول المستقلة المشاركين في أنشطة المنظمات الإرهابية، ينتقلون من سوريا إلى أفغانستان، لتشكيل مراكز للنشاط الإرهابي هناك بالقرب من الحدود الروسية، وذلك بالرغم من كل المزاعم الروسية بالقضاء على الإرهاب.

وأكد يافلينسكي ظهور خط تماس مع القوات التركية، وتزايد احتمال حدوث صراع مع تركيا، محذرا في الوقت نفسه، من خطر التعرض لقصـ.ف الأمريكيين ضمن قوات التحالف الدولي في سوريا، كما حصل مع بعض المرتزقة الروس في شباط فبراير 2018.

واكد البرلماني الروسي المعارض وجود المزيد والمزيد من الأدلة على تورط روسيا في نزاعات شرق أوسطية أخرى، بما في ذلك مشاركة المرتزقة الروس في الأعمال القتـ.الية، موضحا بأن هذا يؤكد مرة أخرى بأن أساس سياسة روسيا الشرق أوسطية والخارجية برمتها ليست ضمن “المصالح الوطنية” أو الاستراتيجية المدروسة جيدًا، بل هي مزيج متفـ.جر من الجشع الآني والطموحات الجيوسياسية التي لا أساس لها والرغبة في إزعاج الغرب بأي ثمن، على حد قوله.

التحالف مع إيران

وأشار يافلينسكي إلى تحالفات روسيا مع دول وجهات في الشرق الأوسط تدعم الإرهابيين وتهدد أمن البلاد، مستغرباً من أن روسيا قد أصبحت الحليف العسكري لإيران في المنطقة، وفي الوقت نفسه تقترح إمداد العدو الرئيسي لها – المملكة العربية السعودية -بأنظمة الدفاع الجوي “اس 400”.

وفي ختام بيانه، اقترح يافلينسكي الكف عن اعتبار الصراعات الشرق أوسطية والنزاعات الأخرى بمثابة ساحة اختبار للأسلـ.حة، وحلبة لتلبية الطموحات الشخصية للمسؤولين والعسكريين، كما دعا للكف عن تبذير الأموال الضرورية للتنمية الداخلية على هذه الأهداف.

ووضع خطة لإعادة القوات الروسية إلى الوطن والبدء في تنفيذها، بالإضافة إلى التخلي بجدية وبشكل كامل عن دعم الدولة للمرتزقة واستخدام الشركات العسكرية الخاصة من قبل الوكالات الحكومية، والتركيز على تعزيز أمن الحدود الروسية ومنع التهديدات الحقيقية للمتطرفين والإرهابيين.

وكان حزب “يابلوكو” المعارض الذي يترأسه يافلينسكي قد كشف في كانون الأول ديسمبر 2017 عن تكاليف الحملة العسكرية الروسية في سوريا، مؤكداً بأنها قد بلغت خلال عامين نحو 2.4 مليار دولار أي ما يعادل قرابة 3.4 ملايين دولار يومياً.

مدونة هادي العبد الله