تخطى إلى المحتوى

انخفاض قيمة الليرة السورية وقضية “الخمسين الليرة والفراطة”

مع الانخفاض المتسارع لليرة السورية، تطفو على السطح قضايا مالية ربما تبدو بسيطة وغير جدية، إلا أنها عميقة الدلالات والمعاني، وتدل على مدى المـ.أزق الاقتصادي الذي يعاني منه نظام الأسد ومؤسساته.

وفي هذا الشأن، كشف عضو المكتب التنفيذي بقطاع النقل والمواصلات في محافظة اللاذقية “مالك الخيّر” لصحيفة “تشرين” الرسمية الموالية لنظام الأسد عن عدم توفر قطع نقدية من فئة 10 ليرات أو 50 ليرة! وأضاف الخيّر أنه بناءً على ما سبق، تم رفع سعر تذكرة النقل من 35 إلى 40 ليرة، ومن ثم تم رفعها مرة أخرى إلى 50 ليرة.

وبرر الخيّر اللجوء إلى رفع سعر التذكرة، بالقول بأنه أتى للتخلص من “المشـ.ادات الكلامية التي تحصل بين السائق والراكب”، أي أنه للتخلص من المشاحنات في الباصات تم زيادة العبئ على المواطن، بحجة أنه لا توجد “فراطة”ّ!

إقرأ أيضاً : وكالة روسية تكشف سبب سخـ.يف جداً لانخفاض قيمة الليرة السورية مؤخراً!

بينما قال بعض المواطنين بأنهم باتوا يدفعون ١٠٠ ليرة سورية، ولا يوجد ٥٠ ليرة لإعادتها، الأمر الذي يزيد المشكلة تعقيداً ويكشف مدى الورطة التي تعاني منها مؤسسات نظام الأسد.

وقال الخيّر بأن الحل الوحيد للمشكلة حالياً هو أن يقوم الراكب بتأمين 50 ليرة قبل ركوبه في الحافلة ريثما يتم تأمين هذه الفئة، وبإمكان المواطنين الاتصال على قسم الشكاوى لتقديم شكوى برقم الباص المخالف ليتم حجزه وتغريم السائق بالغرامة القانونية المفروضة بحقه، على حد قوله.

وتوضيحاً لهذه المعضلة، قال “معن العابد” المهتم بالشأن الاقتصادي السوري بأن نظام الأسد يستخدم الحلول الاسعافية التي تركز على وقف جزئي للمشاكل، مقابل تراكمها مستقبلاً، ليجد نفسه بعد ذلك ضمن دوامة لا يستطيع الخروج منها.

إنكار للمشكلة

يشار إلى أنّ المصرف المركزي التابع للنظام لم يعترف بمشكلة الورقة النقدية من فئة الخمسين ليرة، وسبق وأكد بأنه قد طبع قطعة معدنية بذات القيمة وأنها متوفرة في السوق، وهي بديل عن الورقة المهترئة، وكان سبب غياب تلك الفئة استخدام المحال والباصات التبادل بقطعة “بسكويت”!

وقبل ثلاثة أيام فقط، سجلت الليرة السورية سعراً قياسياً أمام الدولار، حيث لامست حاجز الألف ليرة للدولار الواحد، قبل أن يرتفع سعرها قليلا يوم أمس إلى 820، ثم يعود إلى الانخفاض اليوم مجددا ويصل إلى 840.

وتشهد الأسواق السورية فوضى عارمة وتخبطاً غير مسبوق جراء الانهيار المستمر لليرة السورية مقابل العملات الأجنبية، وذلك في ظل محاولات يائسة من نظام الأسد لضبط أسعار السلع والصرف في الأسواق.

تدهور وانهيار

وكانت صحيفة “فايننشال تايمز” قد قالت في تقرير لها قبل يومين بأنه ومنذ اندلاع المظاهرات في لبنان في منتصف تشرين الأول أكتوبر الماضي، أخذ شريان حياة الدولار الداخل إلى سوريا يتضاءل ويجف.

وأضافت الصحيفة بأن الأزمة المالية في داخل لبنان وغياب أي ضوابط رسمية على حركة التداول وفقدان الدولار داخل السوق اللبنانية، انعكست جميعاً بشكل فوضوي على الاقتصاد السوري في ظل حكم نظام الأسد.

وأكدت بأن الاقتصاد السوري قد انهار منذ تسع سنوات بسبب قرار نظام الأسد شن حرب ضد السوريين، وعلى الرغم من سيطرته على أماكن واسعة من البلاد إلا أن الاقتصاد السوري ما يزال يعاني، وهو أبعد ما يكون عن الانتعاش كما كان يزعم نظام الأسد.

مدونة هادي العبد الله