ضمن ازدواجية عجيبة في المعايير والمبادئ، قام جمهور واسع من مؤيدي نظام الأسد – وبالأخص الفنانين والإعلاميين وبعض السياسيين – بتأييد الانتفاضة اللبنانية الأخيرة ضد الفسـ.اد الحكومي، بينما وقفوا في وجه الثورة السورية منذ بداياتها المدنية والسلمية الأولى، وساهموا في التشبيح ضدها.
وفي مثال متكرر عن هذا الموقف المخـ.زي، عبر المطرب السوري الموالي المقرب من آل الأسد “جورج وسوف” عن مساندته للشعب اللبناني الذي يتظاهر ضد الطبقة الحاكمة!
وطالب وسوف في تصريح لقناة “إم تي في” اللبنانية ممن دعاهم بـ “الكبار” في لبنان بأن “يحسوا بالشعب ويحققوا مطالبه” على حد قوله، وذلك بعد سرد مليء بالمداهنة والتملق للبنان واللبنانيين.
إقرأ أيضاً : صفحات موالية جورج وسوف يتبرع بمليون دولار لجيش الأسد
وكان وسوف قد شن منذ أشهر هجـ.وماً على الفنانة السورية “أصالة نصري” المؤيدة للثورة السورية، قائلاً بأن على أصالة أن تعتذر ممن أساءت لهم من “الجيش السوري” و”الشعب السوري” على حد زعمه، مطالباً إياها بالاعتذار لهم.
وزعم وسوف بأنه سيفرح لعودة أصالة إلى الداخل السوري، ولكن شرط أن تعتذر للجيش و”الشعب” اللذين أساءت لهما كما يدعي وسوف، وأضاف: “المفروض تعتذر من شعبها ومن الجيش، ويا رب يحمي سوريا وكل بلد عربي من الحروب والد م والظلم”.
ازوداجية ونفاق
وفي سياق ازدواجية المواقف أيضاً، ضربت المغنية السورية “فايا يونان” مثلاً آخر على مدى نفاق مؤيدي نظام الأسد، وحقدهم الأعمى على إرث الشعب السوري وعقيدته وانتفاضته ضد واحد من أشرس الأنظمة القمعية في العالم اجمع.
وكانت المغنية المؤيدة للأسد قد نشرت منذ بدء التظاهرات اللبنانية منشوراً على حسابها في “فيسبوك”، تعاطفت فيه أشد التعاطف مع متظاهري لبنان، رغم مناهضتها للثورة السورية وتأييدها الأعمى لنظام بشار ورموزه.
وقد تلقت المغنية ردودًا قاسية بما تستحقه عبر وسائل التواصل، من سوريين ولبنانيين قالوا لها بأنه لا يمكن لها أن تتعاطف مع ثورة وتهـ.اجم أخرى، ما جعلها تحذف منشورها لاحقاً بعدما تبين وجهها الحقيقي المنافق، واستمرت ردود الفعل عليها، ودفعت السوريين لنشر صور ومقاطع مصورة لمظاهراتهم، وشارك فيها فنانون سوريون استذكروا الأيام التي صدحت بها حناجرهم في شوارع سوريا بالثورة.
ردود وإسكات
ولم يتوقف منشور فايا على ردود الفعل السورية، إذ هاجمها بعض المتظاهرين اللبنانيين أنفسهم، ومن بينهم الفنان “حامد سنو” الذي قال: “لا نريد دعمًا من التي تغني للأسد، تحية لكل ثوار سوريا والرحمة لشهدائها”.
ولم يتأخر رد فايا، فكتبت منشورًا ثانيًا أمس، قارنت فيه بين المظاهرات السورية والمظاهرات اللبنانية، وقالت: “لبنان علم البلد الأساسي، ولا أناشيد جديدة، نشيد البلد ولا أناشيد جديدة، ولا رئيس لدولة خارجية أعطى رأيه بالشعب اللبناني”، متهكمة على الثورة السورية وطاعنة برموزها ومصداقيتها.