في سياق التضييق على معيشة السوريين وأفكارهم وعقيدتهم وكل شؤون حياتهم، أصدر نظام الأسد مؤخراً قراراً يقضي بمنع ارتداء “النقاب” في جميع كليات جامعة دمشق، وذلك باعتباره لباساً “غير لائق” بحسب زعم هذا النظام السـ.اقط فكرياً وإدارياً.
وأوعزت إدارة الجامعة في تعميم صادر عنها اليوم إلى عناصر الحراسة للكليات التابعة لها، بمنع دخول أيّ طالب يرتدي “لباساً لا يليق بطلاب جامعة دمشق”، مشيرةً إلى أن “اللباس غير اللائق” يشمل: “النقاب” و”الشورت” و”اللباس الرياضي” و”الجلابية”.
وعمّم مدير الحراسة الجامعية في جامعة دمشق “إياد غسان سلامي” الكتاب على حراس الأبواب الخارجية، مشيراً إلى أنه جاء بناءً على تعليمات رئيس الجامعة ورئيس شعبة حزب البعث في الجامعة.
إقرأ أيضاً : دعس صورة بشار داخل جامعة دمشق (صور + تفاصيل)
وتشهد جامعة دمشق في ظل حكم نظام الأسد انحلالاً أخلاقياً كبيراً وانتشاراً مكثفاً للأعمال الغير أخلاقية، بالإضافة إلى انتشار كبير لحالات الابتـ.زاز بحق الطالبات في الجامعة من قِبَل المدرسين فيها، وهو ما أكدته عدة مصادر إعلامية.
بالمقابل يستمر نظام الأسد بسياسة القمع الفكري وتكميم الأفواه ضمن أبسط الأمور وأتفهها، إذ تداول نشطاء على صفحات التواصل الاجتماعي صورة لقرار صادر عن جامعة دمشق، يشمل عقوبات بحق طالبات جامعيات لإدانتهم بتهمة “كتابة منشورات مسيئة للجامعة” كما زعم مصدرو القرار.
ووفق الكتاب الصادر، تم معاقبة طالبة بالفصل لمدة شهر لأنها “نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي أخباراً تسيء للجامعة”، بينما تم توجيه إنذار لطالبة أخرى لأنها “أعجبت بما نشرته” الطالبة الأولى!
مهازل على أعلى مستوى!
اللافت في القرار الصادر، أنه لم يصدر من الاتحاد الوطني لطلبة سوريا – التابع للنظام – وإنما قرارات كهذه تكون بمشاركة أعلى الهيئات في رئاسة الجامعة، تحت اسم “مجلس الانضباط”.
ويتألف مجلس الانضباط من نائب رئيس الجامعة بصفته رئيساً لها بعضوية عمداء الكليات، ومندوب اتحاد الطلبة، ضمن تشكيل يشبه المحكمة، ويصادق رئيس الجامعة على قرارات مجلس الانضباط، إذ لا يجوز أن تصدر دون توقيعه.
هكذا أصبح مستوى الجامعات السورية
ومن التعليقات السـ.اخرة التي وردت على هذا القرار قال أحدهم: “فهمانين موضوع المراقبة الالكترونية غلط”، بينما علّق آخر: “معقول لأني هلأ عم علق على منشوركم يلغولي شهادتي مثلاً؟ شو هالمسـ.خرة خـ.ايف افتح تمي يسحبو الشهادة”.
ومن الجدير ذكره أن الجامعات السورية وفقاً لتصنيف موقع “ويب ماتريكس” قد هبطت إلى المرتبة 10902 عالمياً في ظل حكم نظام الأسد، بسبب الفساد المستشري في مؤسساتها، وضعف الكادر التعليمي والبنى التحتية، بعد أن كانت تعتبر من أعرق الجامعات حول العالم قبل استيلاء عصابة آل الأسد على السلطة.