تخطى إلى المحتوى

تقرير أمريكي يؤكد بأن المشكلة الأساسية في سوريا هي بقاء بشار الأسد في السلطة

أعدّ “مركز دراسات الحـ.رب” الأمريكي مؤخراً تقريراً أكد فيه بأن بقاء رأس النظام السوري “بشار الأسد” في السلطة هو العقبة الرئيسية أمام تحقيق السلام في سوريا ونجاح العملية السياسية برمتها.

وأشار التقرير إلى أن الأسد والخلية المقربة منه يقومون بإفـ.ساد أي مسعى دولي لمعـ.الجة الوضع السوري بالطرق الدبلوماسية، والتي من الممكن أن تشرك مستقبلاً لاعبين أساسيين في ساحة الصـ.راع السوري.

وقال التقرير بأن تصرفات الأسد وخليته تظهر بأنه لن يقبل سوى بالهـ.زيمة الكاملة لخصومه، وهو يتجه إلى القضاء على أولئك الذين تحدّوه من قبل، على غرار ما قام به في محافظتي حلب ودرعا، على حد قول التقرير.

إقرأ أيضاً : إسرائيل تضع شرطها الأساسي لبقاء الأسد في السلطة

وحث التقرير الإدارة الأمريكية على إعادة إحياء استراتيجية إخراج الأسد من السلطة، لأنه لن يتمكن هو ونظامه المفكك من الفوز في الحـ.رب على المدى الطويل فيما لو قطعت عنه المساعدات، وحالت دول الغرب دون إعلان انتصاره.

وقال التقرير بأن كلاً من الرئيس الأمريكي الحالي “دونالد ترامب” وسلفه “باراك أوباما” قد راهنا على فكرة أن تجبر روسيا الأسد على قبول العملية الدبلوماسية والخروج من السلطة، إلا أنه بدا واضحاً بأن الكرملين لم يقم بذلك، لا بل نجح في إحباط أي جهد غربي لاستبدال الأسد والتوصل إلى تسوية سياسية لا تضفي الشرعية على نظامه.

ورأى التقرير في تقريره بأن صانعي السياسة الأمريكية متحيزون نحو النظر إلى وقف الأعمال القتـ.الية أولاً، باعتباره أهم علامة على التقدم الدبلوماسي في سوريا، إلا أن ذلك لن يتحقق طالما بقي الأسد في السلطة، وبالتالي يجب على واشنطن إبقاء الفضاء مفتوحاً للمنافسة السياسية والعسكرية داخل سوريا، وتقييد وصول الأسد إلى مصادر الأموال، ومنعه من اخـ.تلاس المساعدات الإنسانية.

خيارات مفتوحة

وختم التقرير سرديته بالقول: “يخطئ من يظن أن ما حققته الآلة العسكرية السورية، المدعومة من موسكو وطهران، ستؤمّن لنظام دمشق الطمأنينة والاستقرار، لا بل فإن الخيارات ستبقى مفتوحة على مفاجآت عدة”.

ويأتي هذا التحليل الصادر عن المعهد الأمريكي رغم مواقف بعض الدبلوماسيين الأمريكيين الذين صرحوا علانية بأنهم لا يهدفون إلى إقصاء الأسد عن السلطة، فقد قال المبعوث الأمريكي للشأن السوري “جيمس جيفري” منذ شهرين بأن بلاده ليس لديها أية خطط للإطاحة برأس النظام السوري “بشار الأسد”!

وقال جيفري في سياق حديثه بأن بلاده لا تتفاوض مع الأسد بشكل شخصي، إلا أن الأسد يعتبر جزءاً من المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة بدعم من الجانب الأمريكي في هذا الصدد.

مواقف متناقضة

وأكد جيفري بأن فكرة البيت الأبيض حول سوريا لا تتضمن الإطاحة بالأسد، معتبراً – وبصفته شخصاً شارك خلال مسيرته بتغيير عدة أنظمة حاكمة – بأن الحالة السورية مسألة مختلفة تماماً، على حد تعبيره.

وفي ذات السياق قال السيناتور الأمريكي “راند بول” خلال جلسة استماع حول سوريا في المجلس، بأن المفاوضات مع الأسد “ضرورية لإنهاء الحرب” داعيًا إلى عدم اعتبار العالم “أبيض وأسود” فقط، في إشارة إلى ضرورة مراعاة الوضع الراهن ومصالح بلاده بالرغم من كل ما ارتكبه الأسد من فظائع.

وأضاف بول أنّه هناك “أشياء لا نحبها في الأنظمة الاستبدادية، ولكننا نتعامل معها كل يوم”، معربًا عن ثقته بأنَّ الأسد سيبقى، ومنوهًا إلى ضرورة أن تكون الولايات المتحدة الأمريكية منفتحة على الإمكانيات المختلفة بما يتعلق بنظام الأسد والمفاوضات، على حد رأيه.

مدونة هادي العبد الله