تخطى إلى المحتوى

الإعلام الروسي يزعم بأن عناصر من ميليشيات الأسد يعترضون قافلة أمريكية ويجبرونها على العودة (فيديو)

زعمت منصات إعلامية روسية بأن قوات تابعة لنظام الأسد قد قامت باعتراض دورية عسكرية أمريكية في مدينة القامشلي بأقصى شمال شرق سوريا، مجبرة إياها على العودة وتغيير طريقها بحسب ما زعمته تلك المنصات.

وادعت قناة “روسيا اليوم” اليوم الجمعة نقلاً عما وصفته بأنه “مصدر مطلع” بأن قوات عسكـرية تابعة لنظام الأسد معنية بحماية مطار القامشلي الدولي في محافظة الحسكة شمال شرق سوريا، قد قطـعت الطريق أمام رتل أمريكي كان يمر عبر المنطقة.

وأوضح المصدر – الذي طلب عدم الكشف عن هويته – للوكالة الروسية بأن القوات التي منـعت عبور الرتل العسكـري الأمريكي تتبع للمخابرات الجوية لدى نظام الأسد، زاعماً بأنها قد أجبـرت الوحدات الأمريكية على العودة.

ونشرت روسيا اليوم مقطع فيديو مصور زعمت بأنها قد حصلت عليها من المصدر المطلع نفسه، ويظهر في المقطع حاجز لقوات من نظام الأسد في منطقة قيل بأنها قريبة من مطار القامشلي، فيما يبدو بقربها مجموعة من العربات الأمريكية وهي تلتف لتعود أدراجها.

إقرأ أيضاً : بعد زيارة علي مملوك تحركات عسكرية روسية في أقصى شمال شرق سوريا

وليس من الواضح تماماً في المقطع المصور ما إذا كانت تلك القوات الأمريكية قد أخطأت الطريق وعناصر الأسد يرشدونها للطريق الصحيح وتم تصوير المقطع للدعاية، أم أنهم كانوا يقصدون جهة ما ولم تسمح لهم عناصر الأسد بالعبور، الأمر الذي يستبعده أبسط مراقب للشأن السوري.

فقد سبق وأن قام نظام الأسد بعقاب حاجز تابع لقواته كان قد طلب – مجرد طلب – من إحدى الدوريات الأمريكية إنزال علمها لكيلا يشتبك بأحد أسلاك الكهرباء في المنطقة.

وقال الشهود وقتذاك بأن هذا التصرف قد أغضب قيادة قوات التحالف، ما استدعى تدخل طيران التحالف الدولي، الذي حلق على علو منخفض بالمنطقة ما أجبر عناصر الحاجز على الفرار وترك حاجزهم.

غضب أمريكي

الأمر الذي تسبب لاحقاً بموجة كبيرة من الذعر والخوف بين المدنيين من أهالي قرية تل عودة، الذين خافوا من تعرض قريتهم للقـ.صف بسبب حاجز مليشيا الدفاع الوطني، مما دفع نظام الأسد لمعاقبة عناصر الحاجز الذي يرأسه المدعو “صالح الخلاوي” وأزالت الحاجز بشكل كامل.

ووفقاً للمقطع المصور الذي تم تداوله للحادثة، تقف إحدى آليات الرتل العسكري وقد رفع عليها علم الولايات المتحدة الأمريكية عند حاجز عسكري للميليشيا المذكورة، حيث طلب العنصر الأسدي من الرتل الأمريكي تنكيس العلم الأمريكي قبل متابعة مروره، وقال: “خلي ينزل هالعلم، ينكس العلم تبعو وينقلع، نكس العلم وامشي، نكس العلم نزلو”.

وكاد متابعو التسجيل المصور أن يقتنعوا بأن العنصر التابع لنظام الأسد قد أذل القوات الأمريكية ومنع مرور القوات الأمريكية وهي ترفع علمها داخل الأراضي السورية، لولا أن كشف العنصر نفسه عن أسباب طلبه تنكيس العلم الأمريكي، ألا وهو “الكبل الكهربائي”!

مجرد شرطة مرور!

إذ أصر العنصر التابع لقوات الأسد على إنزال سارية العلم الأمريكي تفادياً لقطع أحد كابلات التيار الكهربائي في تلك المنطقة، وأضاف: “بيقطع الشريط، بيقطع الشريط، في إشارة منه إلى ان العلم الأمريكي سيقطع الشريط الكهربائي، ورغم ذلك كله، عوقب أولئك العناصر في آخر الأمر.

وأثار التسجيل المصور وقتذاك سخـ.رية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي موجهين التحية لهذا الكبل الكهربائي الذي أجبر الرتل الأمريكي على تنكيس علم الولايات المتحدة! بينما يقتصر دور حواجز قوات الأسد في مناطق شمال شرق سوريا على كونها “شرطة مرور” تقوم بتسهيل مرور الآليات والأرتال التابعة لبلدان مختلفة على رأسها الولايات المتحدة.

وهذا ما يدفعنا للاستنتاج وبكل وضوح بأن هذا الفيديو الذي نشرته “روسيا اليوم” للدلالة على اعتراض القوات الأمريكية وإجبارها على العودة، مجرد فبركة وتبييض لصورة قوات النظام التي لا تجرؤ على الإقدام على عمل كهذا إطلاقاً.

مدونة هادي العبد الله