صرحت وكالة الأنباء الألمانية الرسمية يوم أمس بأن الحكومة الألمانية ترى بأن البلاد ستعتمد أكثر وأكثر خلال الأعوام المقبلة على هجرة العمالة الماهرة الوافدة من خارج الاتحاد الأوروبي.
وجاء في استراتيجية الحكومة الألمانية لجذب العمالة الأجنبية الماهرة بأن الدول التي ستستقطب العمالة الماهرة منها ستكون في بادئ الأمر كلاً من المكسيك والبرازيل والهند وفيتنام على سبيل المثال.
وأشارت استراتيجية الحكومة إلى أن الاقتصاد الألماني على وشك مواجهة تحولات جذرية بسبب التغير الديمغرافي والرقمنة والقواعد الرامية لحماية المناخ، مؤكدة أن نجاح التغلب على هذه التحديات يتوقف إلى حد كبير على مدى نجاح ألمانيا في تأمين قاعدتها المستقبلية من العمالة الماهرة.
وقالت الوكالة أيضاً بأنه حتى إذا زادت العمالة الماهرة المحلية في ألمانيا، فإن التحول الديمغرافي بدون مزيد من الهجرة سيؤدي إلى تراجع حاد في إمكانات العمالة الماهرة، موضحة بأنه من المتوقع أيضاً تراجع الهجرة من دول الاتحاد الأوروبي إلى ألمانيا.
إقرأ أيضاً : ميركل تتعهد بتقديم ألمانيا مساعدات جديدة للاجئين السوريين في تركيا
ومن المقرر أن تعقد الحكومة الألمانية قمة مع الولايات والأوساط الاقتصادية والنقابات العمالية في ديوان المستشارية ببرلين يوم الاثنين القادم لمناقشة جذب العمالة المتخصصة من الخارج، كما أنه من المتوقع أن يدخل القانون حيز التنفيذ في الأول من آذار مارس من العام المقبل، ليمهد أمام العاملين المؤهلين من خارج الاتحاد الأوروبي للقدوم إلى ألمانيا.
وكانت المستشارة الألمانية “أنجيلا ميركل” قد صرحت من قبل بأنه ستتم مناقشة سبل تفعيل قانون هجرة العمالة المتخصصة الجديد على نحو سريع، وتجدر الإشارة إلى أن ألمانيا تشكو مؤخراً من نقص العمالة الماهرة في قطاعات محددة.
استقبال المزيد من اللاجئين
وحول استقبال المزيد من اللاجئين، صرح وزير الداخلية الألماني “هورست زيهوفر” خلال شهر أيلول سبتمبر الماضي عن عزم بلاده استقبال نحو 25 بالمئة من اللاجئين غير الشرعيين الواصلين عبر البحر المتوسط إلى إيطاليا.
وأكد زيهوفر إلى أن هذا العدد لن يشكل ثقلاً على سياسة الهجرة التي تتبعها بلاده، مؤكداً بأنه “لو بقي كل شيء وفقاً لما تمت مناقشته، فإننا يمكن أن نستقبل 25% من المهاجرين الذين أنقذوا من محنة الغرق في البحر، وتمكنوا من الوصول إلى إيطاليا”.
أعداد متزايدة
وقال زيهوفر بأن الوقت الحالي مناسب لترك الإجراءات “المؤلمة” التي كانت متخذة خلال الأعوام الماضية، والتي كان يوزع على أساسها اللاجئون الذين يتم إنقاذهم في كل سفينة على حدة على الدول الأوروبية، معتبراً بأن سياسة بلاده تجاه الهجرة إنسانية بحتة “ولن نترك أحدا يغرق” على حد قوله.
وذكرت قناة “دويتشه فيلّيه” الألمانية في تقرير لها بأن أعداد المهاجرين القادمين من تركيا إلى شرق بحر إيجه في الجزر اليونانية قد ازداد خلال الأشهر القليلة الماضية.
وخلال الأشهر الماضية ارتفع عدد المهاجرين الوافدين من تركيا على نحو مطرد، حيث انتقل خلال شهر آب أغسطس الماضي حوالي 8103 مهاجرين من تركيا إلى جزر بحر إيجه اليونانية، بحسب بيانات المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.