تخطى إلى المحتوى

الولايات المتحدة الأمريكية تحدد شرطاً واحداً فقط لانسحاب قواتها من سوريا

رغم موافقة الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” خلال الشهر الماضي على توسيع المهمة العسكرية للقوات الأمريكية في سوريا بهدف حماية حقول النفط في المنطقة الشرقية منها، إلا أن وزارة الدفاع الأمريكية قد عادت وحددت حالة واحدة لانسحاب قواتها المتمركزة في شرق سوريا.

وبحسب بيان لوزارة الدفاع الأمريكية تم نشره على موقعها الرسمي، فإن قواتها ستنسحب من سوريا في حال “هـ.زيمة تنظيم الدولة في البلاد”، مشيراً إلى أن قواتها تُقدّم الدعم الجوي والاستخباراتي لميليشيات “قسد” التي تعتبر “شريكة معها”.

ونقل البيان عن وزير الدفاع الأمريكي “مارك إسبر” قوله أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الأمريكي بأن الولايات المتحدة تسعى لضمان عدم تحويل الشرق الأوسط لملاذ لـ “الإرهابيين”، كما أكّد بأن بلاده تضع مواجهة التهـ.ديدات التي تشكلها إيران في المنطقة كأولوية.

إقرأ أيضاً: صحفي أمريكي يكشف الأسباب التي دفعت ترامب لإبقاء قواته في سوريا

وكان ترامب قد ناقش مع مسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية منتصف الشهر الماضي مسألة إبقاء قوات أمريكية في سوريا لحماية النفط شرقي سوريا، ليوافق بعد ذلك على الخطة الجديدة، والتي بموجبها ستحمي القوات الأمريكية مساحة كبيرة، تمتد على طول حوالي 145 كيلومترًا من دير الزور إلى الحسكة شمال شرقي سوريا.

ورجح مسؤولون بأن يكون العدد الإجمالي 800 عسكري على الأقل، 200 منهم في قاعدة “التنف” الأمريكية عند مثلث الحدود السورية العراقية الأردنية.

انا أحب النفط!

وكان الرئيس الأمريكي ترامب قد أكد أثناء خطاب مع أنصاره في ولاية “ميسيسيبي” الأمريكية رغبته في عودة الجنود الأمريكيين الموجودين في سوريا إلى منازلهم، لكنه استدرك بقوله وبشكل صريح للغاية: “لقد قمنا بتأمين حقول النفط، فأنا أحب النفط”!

وجاء ذلك عقب تهديدات وجهها وزير الدفاع الأمريكي “مايك إسبر” أواخر شهر تشرين الأول أكتوبر الماضي إلى كل من روسيا ونظام الأسد بالتصدي لأي محاولة للسيطرة على حقول النفط من أي طرف كان، مؤكداً بأن الرد سيكون قاسياً مهما كانت طبيعة وجهة القوات التي ستحاول فعل ذلك.

الصراع القادم … شرقاً

وتثير قضية احتكار الأمريكيين للنفط السوري وبشكل علني غـ.ضب واستنكار الجانب الروسي الذي يسعى لاحتكار كل الثروات السورية لصالحه الخاص منذ بدء تدخله المباشر في سوريا خريف عام 2015.

ويطمع الروس بالحصول على منابع النفط السورية الضخمة في شرقي البلاد، إضافة لاحتكارهم المطلق للغاز والفوسفات والموانئ البحرية والجوية، فيما يبدو بأن المعركة القادمة ستنتقل مما يسمى بـ “سوريا المفيدة” في الغرب، إلى سوريا “الأكثر فائدة” في الشرق.

مدونة هادي العبد الله