بعد أن قام مجلس النواب الأمريكي يوم الخميس الماضي بإقرار قانون “قيصر” المعني بإحكام الحـ.صار الاقتصادي على نظام الأسد، طفت إلى السطح تساؤلات عما إذا كان الموقف الأمريكي الرسمي قد بدأ فعلياً يتجه ضمن منحى تصاعدي إزاء نظام الأسد.
وفي هذا الصدد، قال “مصطفى سيجري” رئيس المكتب السياسي للواء “المعتصم” المنضوي تحت “الجيش الوطني السوري” في لقاء صحفي مع موقع “نداء سوريا” أنه يعتقد بأن لا تغيير حقيقياً في الموقف تجاه الملف السوري، و، أن التخـ.بط ما زال سيد الموقف.
ورأى سيجري بأن التطورات الحاصلة فيما يخص قانون قيصر ربما تكون ورقة ضغط تستخدم مستقبلاً مع الجانب الروسي حتى يتعاطى جدياً مع الحل السياسي في سوريا، لكنه استبعد في نفس الوقت بأن يكون هناك مؤشرات على وجود جدية وحزم تجاه الملف السوري.
إقرأ أيضاً : الخطوة الأولى لمجلس النواب الأمريكي لإطباق الحصار بشكل كامل على نظام الأسد
وصرح سيجري بأنه ورغم أن قانون قيصر سيكون له عوامل وتأثيرات مباشرة تجاه نظام الأسد ربما تكون أكثر جدية من أي قرارات سابقة، لكنه مشروط بمدى جدية اﻹدارة اﻷمريكية في التعامل مع الملف السوري وذهابها باتجاه إضعاف الموقف الروسي وإنهاء سلطة نظام اﻷسد وطرد الاحتلال اﻹيراني.
وقال سيجري بأن الوضع في سوريا بات معقداً لدرجة أنه لا يمكن التنبؤ به، وأيضاً الوضع داخل الإدارة اﻷمريكية، مستدركاً بالقول: “لكننا قد لا نشهد تغيراً كبيراً، وهذا الكلام ليس مدعاة لليأس لكنه دعوة للمزيد من النشاط والعمل والضغط على اﻹدارة اﻷمريكية والنشاط والجهد الدبلوماسي في واشنطن لاتخاذ موقف أكثر جدية”.
وقال بأن كل اﻷطراف المتنفذة داخل سوريا تحاول الاستثمار في الخلافات الإقليمية والدولية، بمعنى أن الأمريكيين في مرحلة ما استفادوا من الضغط الروسي على تركيا والروس استفادوا من الخلاف الأمريكي التركي وهو ما انعكس سلباً على سوريا بشكل عامّ وإدلب بشكل خاصّ.
مواقف ضبابية
وأضاف: “لاحظنا سابقاً أن الجانب اﻷمريكي لم يعلن عن موقف حازم في إدلب قبيل عملية نبع السلام حيث كانت واشنطن تستثمر الضغط الروسي عليها لدفع أنقرة لتخفيض سقف مطالبها شرق الفرات لكن واشنطن رفضت الاجتياح البري الكامل”.
وتابع بقوله: “لا شك أن الولايات المتحدة أسهمت بشكل ما في منع روسيا من شن عمل عسكري واسع على إدلب لكنها لم تتخذ في المقابل موقفاً حاسماً يجبر الروس على وقف عدوانهم بشكل كامل على المنطقة، وما يزال هناك ضبابية نتيجة الصراعات الداخلية واختلاف الرؤى حول سوريا بين البنتاغون ومجلس الشيوخ والكونغرس والخارجية وإدارة ترامب وفريقه وهو ما انعكس إيجاباً على الجانب الروسي وسلباً على الشعب السوري”.
انفراج بين واشنطن وانقرة
وفي إشارة إلى تعقيدات المشهد السوري، ذكر سيجري كيف أن توقُّف عملية نبع السلام مؤقتاً أربك المعارضة السورية، وخفف احتمالية تلقي دعم أكبر من الجانب التركي لاستكمال العملية رغم أنها “ربما تكون حالة مؤقتة”، على حد قوله.
ولم يستبعد سيجري أن نشهد في المرحلة المقبلة انفراجاً في العلاقة بين أنقرة وواشنطن وهو ما سيكون إيجابياً بالنسبة لنا حيث “أثبتت التجارب أن الوضع في سوريا متحرك وغير ثابت وبتنا نشهد تطورات وتغيرات في المواقف الدولية ليس خلال أشهر وسنوات وإنما خلال ساعات وانعكاسات التغيرات في المواقف لها صدى سريع على اﻷرض السورية”.