بعد الكتابات على الجدران وعودة ظاهرة “الرجل البخاخ” إلى بعض مناطق العاصمة السورية المحتلة دمشق وغوطتها وريفها، بدأت ظاهرة جديد أخرى تنتشر في سياق مناهضة نظام الأسد وقبضته الحديدية المحكمة على حياة الناس وكل مرافقها.
وتتمثل تلك الظاهرة بالمناشير الورقية التي تحمل محتوىً مناهضاً لنظام الأسد في عدة مناطق متفرقة من العاصمة السورية دمشق، وذلك تعبيرًا عن غـ.ضب السوريين من سياسة الأسد القمـ.عية بحق السوريين، وتأكيدًا على استمرار الثورة السورية.
وقالت مصادر من قلب دمشق بأن المناشير الورقية قد وزعت داخل أحياء “ركن الدين” وساحة “شمدين” وشارع “برنية” شرقي ركن الدين، وفي حديقة “شكو” وشارع “أسد الدين”، بالإضافة إلى ساحة “الميسات” الشهيرة، حيث يتمركز فيها فرع “الجبة” التابع للأمن السياسي سيئ السمعة.
إقرأ أيضاً : من وسط دمشق سوريون يهـ.ددون بالنزول للشارع ضد سياسات نظام الأسد والأوضاع المعيشية!
وقالت المصادر بأن المناشير قد حملت عبارات ذات طابع ثوري، حيث طالبت بتحرير المعتقـ.لين، وتحسين حياة سكان المنطقة وتقديم الخدمات الاجتماعية لهم، حيث جاء في بعضها عبارات من قبيل: “سوريا للسوريين مو للروس والإيرانين، المعتقـ.لين أولًا، كلون يعني كلون، لا للطـ.ائفية بالمدارس والدوائر الحكومية وبالشوارع وبكل مكان”.
وأكدت المصادر بأن عملية توزيع المنشورات قد بدأت مساء السبت الماضي، وتم توزيع المنشورات على مداخل الأبنية وفي الحدائق والطرقات، منوهة إلى أن استخبارات الأسد قد استنفرت عقب الحادثة، وفرضت طوقًا أمنيًا على المنطقة، مع عمليات تفتيش مركزة على المارة في شوارع المنطقة استمرت حتى منتصف الليل.
كما قامت المصادر بنشر مناشدات عبر منصات التواصل الاجتماعي، مطالبة الشبكات والمنصات الإعلامية المؤيدة للثورة السورية بتغطية هذا النشاط الشجاع وتسليط الضوء عليه ليعرف كل السوريين بأن روح الثورة لا زالت حية وفي قلب مناطق سيطرة هذا النظام المجرم.
لهيب الثورة
وأكدت المناشدون بأن عدداً كبيراً من السوريين المقيمين تحت سطوة نظام الأسد يتابعون القنوات الإعلامية الثورية بشكل دائم، وتسليط الضوء من قبلها على نشاط توزيع المناشير سيبعث الأمل وروح الثورة من جديد في نفوس الناس.
يشار إلى أن بلدة “زاكية” في ريف دمشق قد شهدت خلال الأسبوع الماضي ظهور كتابات مماثلة طالبت بإسقاط النظام، فضلاً عن توجيه رسائل تهديد لقوات الأسد، جاء في إحداها: “بدأت المحاسبة يا خونة” تاركين بندقية حربية أسفل العبارة دلالةً على جديّة التهديد.
أوضاع سيئة أمنياً واقتصادياً
وعدا عن سياسة القمع والإرهاب المعروفة لدى نظام الأسد، يعاني السوريين مؤخراً في ظل احتلاله لحكم سوريا من أزمة اقتصادية خانقة وغير مسبوقة على الإطلاق، مع الانهيار التدريجي لقيمة الليرة السورية، واقتراب تطبيق قانون “قيصر” الذي سيحكم الخناق الاقتصادي على نظام الأسد.
كل هذه الأمور تزيد من حدة الغليان الشعبي في الأوساط التي لم تكن معارضة للنظام أصلاً فيما سبق، فكيف بالمناطق التي كانت ثائرة ضده وأعاد احتلالها وإحكام قبضته عليها؟ لكم ان تتخيلوا حجم النار التي تختبئ تحت رماد التسويات والمصالحات وأوهام النصر واستعادة السيطرة لدى النظام.