تنتشر ظاهرة التشبيح لنظام الأسد وإعلان التأييد له علناً في تركيا التي تحفل بالعدد الأكبر من اللاجئين السوريين – قرابة أربعة ملايين لاجئ – الأمر الذي يصير استغراب واستهجان الغالبية العظمى من السوريين الذين تهجؤوا أساساً بسبب أفعال هذا النظام وممارساته.
وبعد حفل الزفاف في مدينة ازمير التركية منذ أيام، بدأت معظم أوراق مؤيدي نظام الأسد بالانكشاف رويداً رويداً في تركيا، حيث بدأ رواد منصات التواصل الاجتماعي بنشر فيديوهات لشبيحة نظام الأسد وهم يعلنون تأييدهم له من قلب تركيا.
وفي هذا الشأن، تداول ناشطون مقطع فيديو لحفل زفاف سوري في ولاية عينتاب التركية، قام المطرب خلاله بالقول “الله وبشار الأسد”، وهذه هي المرة الثانية خلال يومين والتي يتم فيها تداول هذه الفيديوهات لسوريين في تركيا يقومون خلال احتفالهم بتمجيد الأسد وتحيته.
إقرأ أيضاً: علي الديك يتخلى عن التشبيح للأسد في ألمانيا مقابل السماح له بإقامة حفل غنائي!
وبينما لم يتم التأكد من تاريخ ومكان الحفل بدقة، إلا أن عدداً من الناشطين تعرفوا إلى المطرب الظاهر في الفيديو، ويدعى “أبو شقرا حوت عينتاب” المقيم في الولاية المذكورة حالياً.
ومنذ أيام تداول ناشطون على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي مساء أمس تسجيلا مصورا من حفل زفاف أقامه سوريون في مدينة أزمير التركية غرب البلاد، يحيي فيه شخص عبر مكبر الصوت “سوريا اﻷسد” !
وعبر المتابعون عن غضـ.بهم من التسجيل المتداول، واستنكروا أن يوجه سوريون تحية للأسد من تركيا التي يقيم فيها الملايين من السوريين المهجريّن نتيجة جـ.رائم هذا النظام وممارساته.
تشبيح في المهجر
وأكدت المصادر بأن التسجيل مأخوذ من زفاف لفرد من عائلة عرفت بتأييدها لنظام الأسد في المدينة المذكورة، كما لازال بعض أفرادها إلى اليوم على علاقة بالأجهزة الأمنية لنظام الأسد وميليشياته.
وأمام الغـ.ضب الذي ضجت به مواقع التواصل اﻻجتماعي، قام أحد أفراد العائلة بتوجيه اعتذار عما حدث في الحفل عبر منشور على حسابه في موقع “فيسبوك” وجهه للسوريين “اﻷحرار” على حد تصريحه.
وتبرأ “نزار عبد الغفور الحرح” مما حدث، ووصفه بالعمل “الطائش والمتهور”، وقال بأنه “صدر من شاب بعد مزحة مع اقرانه”، وأن العائلة قد لجأت إلى التهدئة “كي لا تتحول الصالة الى مذبـ.ح بين ابناء الوطن الواحد المشردين بسبب هذا النظام المجـ.رم”، على حد قوله.
غضب واستنكار
وأضاف: “ونحن اذا نعتذر من شعبنا الحر العظيم ومن ارواح شهداءنا الابرار، فنحن ايضا نعتذر من معتقلي عائلتنا القابعين بسجون هذا النظام المجرم وشهدائنا الذين ضحوا بأنفسهم لأجلنا”، وفقاً لما قاله في منشوره.
إلا أن ردود الفعل على منشور اﻻعتذار لم تقل غضبا عن تلك التي تفجـ.رت عند انتشار التسجيل، فكّذب عدة معلقين صاحب المنشور، ووصفوه بالمنافق، فيما توعد البعض كامل العائلة في تركيا والداخل السوري .
ويسود في الفترة الأخيرة اعتقاد سائد بوجود خلايا استخباراتية لنظام الأسد داخل تركيا، تعمل على تأجيج الفتن بين السوريين والأتراك، وتسعى بكل جهدها لتشـ.ويه صورة اللاجئين السوريين في تركيا بمختلف الممارسات المستهجنة التي لا تمت للسوريين بأية صلة، وبينما يظهر البعض تشبيحهم علناً، إلا أن الكثيرين منهم لا زالوا مندسين بصمت بين جموع السوريين.