تخطى إلى المحتوى

الإعلام الروسي من جديد ينشر مقالاً ضد بشار بعنوان “مواقف الأسد الخشبية”

في سياق التوجه الجديد للإعلام الروسي بانتقاد رأس النظام السوري “بشار الأسد” وعدم التسامح من الآن وصاعداً مع اخطاءه الدبلوماسية والسياسية ، أعاد موقع قناة “روسيا اليوم” نشر مقال يحمل نبرة انتقاد ضد الأسد، وذلك بعد قرابة أسبوعين على نشر مقال مشابه وللكاتب نفسه.

وكان الكاتب “رامي الشاعر” وهو أحد المقربين من الكرملين، وعضو ما يسمى بـ “منصة موسكو” التي تدعي معارضتها لنظام الأسد، قد نشر منذ أسبوعين على الموقع المذكور مقالاً مطولاً على شكل رسالة موجهة إلى رأس النظام الأسديّ.

إلا أن مقاله آنذاك حمل لهجة متساهلة مع الأسد، وألقى باللوم على “حاشيته” والرجال المقربين منه، إضافة للتآمر الدولي – على حد ادعائه – وطبعاً لم ينس الطـ.عن بالمعارضة السورية ووصفها بسيل من المغالطات والتجنيات وفقاً لإملاءات سادته في الكرملين.

إلا أن مقال الشاعر الأخير، والذي نشره في موقع “روسيا اليوم” بعد أن نشره للمرة الأولى منذ أيام في صحيفة “زافترا”، كان قد حمل لهجة أشد ضد رأس النظام، وذلك أيضاً وفقاً لإملاءات سادة الشاعر في الكرملين، المستائين جداً من بشار الأسد في الآونة الأخيرة.

إقرأ أيضاً : لقاء جديد لبشار الأسد يعرض من خلاله سوريا للبيع ويدعو الصين للمتاجرة فيها

للمرة الثانية خلال أسبوعين، ينشر موقع قناة روسيا اليوم مقالاً لكاتب ودبلوماسي مقرب من الكرملين يتضمن انتقادات لنظام بشار الأسد، في اتجاه يعكس بحسب محللين عدم رضى موسكو عن بعض ما يتحدث به رأس النظام، ولا سيما أنّ الانتقادات تأتي بعناوين تتناوله شخصياً.

وبعد أي مقابلة يدلي بها، في حين وصف محللون أنّ مثل هذه المقالات تعكس وجهة نظر موسكو التي كررتها مراراً وهي عدم التمسك ببشار الأسد، وأنّه يخضع لمساومات مع الأطراف المتدخلة بالشأن السوري.

وحمل المقال عنوان “مواقف الأسد الخشبية تصب في طاحونة الناتو”، وعبّر فيه الشاعر عن أسفه الشديد لاستمرار رأس النظام بشار الأسد بابتعاده عن واقع الحياة والتحولات التي طرأت على سوريا وشعبها، مشيراً إلى ما أدلى به مؤخراً لصحيفة إيطالية.

وعدّ الكاتب أنّ بشار الأسد يتصور بأنّ ما مرت به البلاد خلال تسع سنوات هو نتيجة مؤامرة خارجية، وأنّ الحرب كانت على الإرهاب الذي تم القضاء عليه وأنّ الأمور بدأت تعود إلى طبيعتها، وأنّ الانتصار كان نتيجة تلاحم الشعب مع القيادة وأنّ العائق أمام إعادة البناء هو فقط العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا.

معارضة وحرب قادمة

وأضاف أنّ بشار الأسد يتجاهل كذلك الجهود الدولية والقرارات، معرباً عن الاستغراب لأن “يرى بشار الأسد كل سوريا بصورة الوضع الذي يحيطه في طريقه من البيت إلى القصر الجمهوري ذهاباً وإياباً من دون أي علم له بعدم ارتياح المجتمع السوري بأغلبيته، خلف الدائرة التي لا يزيد قطرها على كيلومتر واحد من مركز سكنه وعمله في وسط دمشق”.

وأشار الكاتب إلى أنّ حقيقة الواقع على الأرض غير ذلك تماماً، هناك معارضة قوية جداً ضد النظام الحالي في دمشق، وهناك معارضة مسلـ.حة أوقفت نشاطها، التزاماً بالوعود التي قدمت لها من قبل الدول الضامنة، وتمشياً مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 الذي يناط به إحداث التغيير في سوريا.

وحذر الكاتب من اندلاع حرب أهلية دامية وواسعة تشكل جميع أرجاء سوريا وتطيح بالنظام وقال: “من الضروري ومن الواجب على بشار الأسد أن يدرك بأنّ الشعب السوري إذا فاض صبره وشعر بعدم وجود أمل في الجهود والدور الدولي فإنّ البديل سيكون حرباً أهلية دامية وواسعة، تشمل كل أرجاء سوريا، ستطيح حتماً بالنظام الحالي، لأنّ إرادة الشعوب لا يمكن أن تقهر، وهي دائماً الأقوى”.

تاريخ مع آل الأسد

واستغرب الكاتب أن يتعامل النظام وكأن الأمور في سوريا تسير على ما يرام ولا وجود لأي أزمة داخلية، وليس هناك معارضة ولا أي شيء يدعو إلى إجراء أي تغييرات”.

ومن المعروف ان الشاعر كان في بداية شبابه على علاقة عاطفية عابرة بشقيقة رأس النظام “بشرى”، كما كان على علاقة جيدة مع أشقاء بشار، حيث علمهم الفروسية سابقاً قبل مغادرة دمشق.

وشغل الشاعر منصب سفير دولة فلسطين لدى روسيا في بداية التسعينات من القرن الماضي، وخلف أباه العميد محمد الشاعر في هذا المنصب الذي استقال من جيش التحرير الفلسطيني في السبعينات على خلفية تأييده البرنامج المرحلي الفلسطيني الذي رفضه نظام الأسد الأب.

مدونة هادي العبد الله