تخطى إلى المحتوى

قائد ميليشيات قسد يكشف عن مذكرة تفاهم مع علي مملوك

خلال حديث أجرته معه صحيفة “الشرق الأوسط”، قال “مظلوم عبدي” القائد العام لميليشيات “قسد” بأن قواته لم توافق على جميع بنود “اتفاق سوتشي” بين روسيا وتركيا، والذي يقضي بانسحاب الميليشيات لمسافة 30 كيلومتر عن الحدود التركية.

وأكد عبدي بأن ميليشيات “قسد” قد طلبت مراراً من نظام الأسد نشر قواته على الحدود التركية، إلا أن النظام لم يستجب لطلباتهم، قبل أن يوافق النظام على طلبهم عقب عملية “نبع السلام” التركية، وذلك بتوقيع مذكرة تفاهم مع نائب الأسد للشؤون الأمنية اللواء “علي مملوك” وبضمانة روسيا، والتي تقضي بانتشار قوات حرس الحدود التابعة للنظام على حدود تركيا وشرق الفرات.

وقال عبدي بأنه قد طالب خلال المفاوضات مع النظام بالحفاظ على خصوصية ميليشيات “قسد” ضمن ما أسماه “جيش سوريا المستقبل” حسب تعبيره، لافتاً إلى أن ميليشيات “قسد” تضم 110 آلاف عنصر في الأمن الداخلي على حد ادعائه.

إقرأ أيضاً : اجتماع سري بين علي مملوك وقادة قسد ووجهاء عرب وأكراد في القامشلي

وأشار عبدي إلى أن القوات الأمريكية قد انتشرت في مناطق جديدة شرق الفرات بموجب قرار الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب”، مضيفاً بأنه قد تم تبليغهم بأن القوات الأمريكية ستدافع عن قواته ضد أي هجـ.وم من أي طرف، على حسب قوله.

وفيما يتعلق بالثروات النفطية في مناطق سيطرة ميليشيات “قسد”، لفت عبدي إلى أن جزءاً من النفط يذهب إلى مناطق سيطرة النظام، بطرق وصفها بأنها “غير مباشرة”، وقال: “رغم عدم وجود أي اتفاقية بيننا وبين الحكومة – يقصد نظام الأسد – نحرص بأن يستفيد من هذه الثروات جميع أبناء الشعب السوري، الثروات النفطية الموجودة في الجزيرة ودير الزور تذهب إلى المناطق الغربية حيث تسيطر الحكومة”.

وكان عبدي قد وضع في وقت سابق شرطين أساسيين للتوصل إلى اتفاق مع نظام الأسد، الشرط الأول هو أن تكون الإدارة القائمة حالياً جزءاً من إدارة سوريا عامّةً، والثاني أن تكون ميليشيات “قسد” مؤسسة استقلالية، أو أن تكون لها خصوصيتها ضمن منظومة الحماية العامة لسوريا.

توزع السيطرة

وأكد عبدي في وقت سابق أيضاً بأن الطريق الدولي “إم 4” مقطوع تماماً، حيث تسيطر على جزء منه القوات المدعومة من تركيا، وموضحاً بأن الرقة تحت سيطرة ميليشياته، وأنهم سيقومون بالدفاع عن بلدتي تل تمر وعين عيسى حتى النهاية، على حد قوله.

وقال عبدي أن الولايات المتحدة قد أعطت تركيا الضوء الأخضر للبدء بعملية “نبع السلام” من الأصل، وقال في هذا الصدد: “تم إبلاغنا بكل وضوح من قبل ترامب بأن الأمريكان قد انسحبوا وفتحوا المجال الجوي لتركيا”.

مطالب إزاء النظام والولايات المتحدة

وأكد عبدي بأنه قد أبلغ واشنطن بضرورة عدم الانسحاب من سوريا، لأن لديها دوراً مهما تلعبه في المنطقة، مؤكدا بأن واشنطن ليس لها أي استراتيجية واضحة بخصوص سوريا، ويجب عليها أن تمتلك مشروعاً واضحاً كباقي القوى الدولية، بحسب تعبيره.

وحول المفاوضات مع نظام الأسد، قال عبدي بأنه يطالب باللامركزية السياسية لإدارة مناطق سيطرته، بينما سيقبل بسيادة سوريا ودستورها، ولكنه لن يقبل أن تعود الأمور إلى ما كانت عليه قبل 2011، مشيرا إلى أن روسيا تلعب دورا إيجابيا في هذه المفاوضات و”مدركون أن وجود قسد داخل منظومة الجيش السوري سيمنحها القوة” على حد قوله.

مدونة هادي العبد الله