خلال مشاركته في المنتدى العالمي للاجئين بمكتب الأمم المتحدة في مدينة جنيف السويسرية، جدد الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” يوم أمس دعوته لاستخراج النفط السوري لكي يوضع في خدمة توطين اللاجئين فقط، وذلك في إشارة استنـ.كار لسيطرة الولايات المتحدة وميليشيات “قسد” على آبار النفط شرقي سوريا.
واعتبر أردوغان بأن عودة السوريين إلى وطنهم بعد تحقيق الاستقرار، وعودة الحياة لطبيعتها، امور هامة بقدر أهمية مكافحة الإرهـ.اب، كما وجه الرئيس التركي نداءً إلى القوى العالمية الفاعلة، يدعو فيه إلى استخراج النفط السوري وإنفاق عائداته على اللاجئين الذين سيتم توطينهم في الشمال السوري.
حيث قال أردوغان في هذا الشأن: “لنستخرج معا النفط من الآبار التي يسيطر عليها الإرهـ.ابيون في سوريا، ولننجز مشاريع بناء الوحدات السكنية، والمدارس، والمستشفيات، في المناطق المحررة من الإرهـ.اب، ونوطن اللاجئين فيها. ولكن لا نلمس استجابة لهذه الدعوة”.
إقرأ أيضاً : أردوغان يكشف التطورات شرقي الفرات ومدى إلتزام الولايات المتحدة وروسيا بتعهداتهما لتركيا
وأكد الرئيس التركي بأنه من غير الممكن حل مشكلة اللاجئين إلا من خلال اتخاذ خطوات على مستوى عالمي، مضيفا أن إبقاء اللاجئين السوريين داخل تركيا لا يمكن اعتباره الحل الوحيد لتلك المشكلة.
وأكمل أردوغان بقوله: “هناك دول صاحبة إمكانات مادية أكبر منا بكثير حددت استقبال عدد معين من اللاجئين، بينما تركيا استقبلتهم جميعا من دون تمييز بين أديانهم وأعراقهم ولغاتهم”.
وقال أيضاً: “باستثناء حالات فردية لم تشهد تركيا أي حـ.وادث لتهميش اللاجئين أو معاداتهم، ومن الضروري تطبيق الصيغ التي ستُبقي اللاجئين في بلدانهم وتعيد من هم في بلدنا إلى وطنهم”.
مآسي وقصص
كما قال الرئيس التركي أيضاً: “إن مسألة اللاجئين التي نتحدث عنها اليوم تخفي وراءها مـ.أساة كبيرة وقصص إنسانية مـ.ريرة، والمجتمع الدولي اليوم يواجه أزمـ.ة هجرة ليس لها مثيل في الماضي”.
وأضاف أردوغان: “يوجد اليوم في العالم نحو 260 مليون مهاجر وأكثر من 71 مليون نازح من دياره وأكثر من 25 مليون لاجئ، وهذا الرقم يتزايد يومًا بعد يوم جراء الأسباب الاقتصادية والنـ.زاعات السياسية والمجاعة والفقر والحـ.روب الأهلية والهـ.جمات الإرهابية”.
وأوضح الرئيس التركي بأن “الناس لا تضطر إلى الهجرة فقط من أجل البحث عن علم أو العيش بمستوى أفضل بل أصبحت أيضًا تهاجر من أجل إيجاد لقمة عيش لمواصلة الحياة أو لإطعام أطفالهم”.
مسؤولية كبرى
وتابع بالقول: “لسوء الحظ غالبًا تنتهي رحلات الأمل هذه إلى الموت والكـ.وارث. وفي السنوات السبع الأخيرة فقط لقي 20 ألف شخص معظمهم من الأطفال والنساء مصـ.رعهم في البحر الأبيض المتوسط. وتلاشت آلاف الأرواح البريئة في جحيم الصحراء الكبرى”.
وتابع قائلاً: “إن مسألة اللاجئين التي نتحدث عنها اليوم تخفي وراءها مأســ.اة كبيرة وقصص إنسانية مريرة، لقد أظهرت الأطفال الصغار التي لفظتها البحار إلى الشواطئ أنه لم يعد بالإمكان تجاهل هذه المسألة”.
وأردف: “أنا لا أقول ذلك كرئيس دولة بعيدة عن كل هذه النزاعات وحركات الهجرة غير النظامية. بل أقولها كوني رئيس دولة تستضيف أكبر عدد من اللاجئين في العالم وفق بيانات الأمم المتحدة، وتركيا أيضا هي الدولة الأكثر تقديمًا للمساعدات الإنسانية بالعالم مقارنة بدخلها القومي”.