مع تزايد أعداد اللاجئين المتدفقين إلى القارة الأوربية عبر البحر – ومن تركيا على وجه التحديد – نشرت صحيفة “دي فيلت” الألمانية احصائية مستندة إلى تقرير مصنف على أنه “سري” للمفوضية الأوروبية عن أعداد اللاجئين القادمين بحراً من تركيا إلى أوربا لهذا العام.
وقالت الصحيفة في احصائيتها المسربة بأن عدد الذين وفدوا من تركيا إلى الاتحاد الأوروبي خلال عام 2019 قد بلغ 70002 شخصاً، من بينهم 67741 شخصاً وصلوا إلى اليونان، و197 شخصا إلى بلغاريا، و1803 أشخاص إلى إيطاليا، و261 شخصا إلى قبرص.
وبحسب التقرير، يُقدر ارتفاع حالات الدخول غير الشرعية من تركيا إلى الاتحاد الأوروبي خلال هذا العام بنسبة 46% مقارنة بنفس الفترة الزمنية العام الماضي، مشيراً إلى أن عدد المهاجرين إلى الجزر اليونانية قد تخطى لأول مرة هذا الشهر حاجز 40 ألف مهاجر، بينما توفر هذه الجزر 8530 مكاناً فقط للاستقبال المنتظم للاجئين.
إقرأ أيضاً : اليونان تعلن عن وصول أكبر عدد من المهاجرين خلال أسبوع منذ 2016
ولا ينحدر أغلب الباحثين عن اللجوء في اليونان لهذا العام من سوريا فقط، إذ يشكل الأفغان نسبة 30 بالمئة من طالبي اللجوء، يليهم السوريون بنسبة 14 بالمئة، والباكستانيون بنسبة 10 بالمئة، والعراقيون بنسبة 8 بالمئة، والأتراك بنسبة 5 بالمئة.
وذكرت الصحيفة استنادا إلى تقرير المفوضية الأوروبية بأن خفر السواحل اليوناني يتهم تركيا بعدم إيقاف قوارب اللاجئين التي غادرت من سواحلها على مدار الأسابيع الماضية.
وكان “كريستوف كريستو” رئيس منظمة “أطباء بلا حدود” قد علق على هذا الموضوع بأن الاتفاق المبرم عام 2016 بين كل من الاتحاد الأوروبي وتركيا بشأن التعامل مع تدفق اللاجئين عبر البحر المتوسط “قد انهـ.ار تماماً” على حد وصفه.
انهيار الاتفاقية
وأضاف كريستو بعد زيارة إلى ما تعرف باسم مناطق التوتر في جزيرتي “ليسبوس” و”تشيوس” اليونانيتين بأن الوضع في مخيمات اللاجئين على الجزيرتين يمكن مقارنته بأسوأ مواقع الأز مات الانسانية في العالم.
وكانت حكومة اليونان قد طالبت تركيا بوقف تهـ.ديداتها بشأن قضية المهاجرين، وأعرب وزير الهجرة اليوناني “جيور جوس” عن قلق بلاده إزاء تصريحات الرئيس التركي ومسؤولين أتراك بـ “فتح الأبواب إلى أوروبا” أمام المهاجرين ما لم يقدم الاتحاد مزيداً من الدعم لتركيا، موضحاً بأن أعداد المهاجرين الذين يصلون إلى سواحل اليونان قد ارتفعت منذ أيار مايو الماضي بـ 240 بالمئة.
قرارات يونانية جديدة
ومؤخراً، وافق البرلمان اليوناني على مشروع قانون لجوء أكثر تشدداً، في مسعى منه لتسريع وتيرة توزيع اللاجئين وطرد المهاجرين غير الشرعيين، وسط انتقادات لهذا القانون من منظمات حقوقية دولية.
ويهدف مشروع القانون اليوناني الجديد إلى تخفيف الضغط على جزر بحر إيجه الشرقية من خلال تسريع الإجراءات اللازمة لإعادة المهاجرين إلى تركيا، وتحديداً الذين لا يستوفون الشروط اللازمة لمنح اللجوء منهم، حيث صوّت البرلمان اليوناني لصالح الموافقة على مشروع القانون بعد نقاش طويل الشهر الماضي.