خلال الشهر الماضي وفي حفل افتتاح أحد الفنادق الجديدة في مقاطعة كوينزلاند الأسترالية، لفت الشاب السوري “فادي عبو” الأنظار وسط حضور شخصيات رسمية رفيعة المستوى كانت على رأسها رئيسة وزراء المقاطعة نفسها، وذلك باعتباره أصغر مدير تنفيذي في العالم، إذ أنه لا يزال في سن الـ 15 فقط!
إذ استطاع فادي بعد سبع سنوات فقط من مغادرته سوريا، أن يشغل منصب المدير التنفيذي لشركة “كلارسياس” للعناية بالبشرة على الإنترنت، وهي واحدة من الشركات المعروفة في استراليا.
وقد كتبت عنه الصحافة منذ ذلك الوقت، فقالت بأنه قد أجبر على مغادرة منزله بدمشق في عام 2012، وانتقل فادي وعائلته إلى فرنسا حيث أن والده “جوني عبو” كان قد عمل صحفياً منذ 23 عاماً مع العديد من وسائل الإعلام العربية والأجنبية.
إقرأ أيضاً: لاجئة سورية تفوز بجائزة دولية ألمانية ووسائل الإعلام تحتفي بها
وقد استمر والد فادي في العمل ضمن مهنته بعد وصولهم إلى فرنسا، ثم انتقلوا إلى الولايات المتحدة الأمريكية، قبل أن يستقروا أخيرًا في أستراليا، وهي رحلة قال فادي بأنها “صعبة للغاية”.
وقال فادي عبو عن رحلته الأخيرة إلى أستراليا: “كان من الصعب في مثل هذه السن المبكرة أن تفقد كل ما تعرفه على الإطلاق، وأن تتحول إلى عالم جديد تمامًا حيث لم تكن تعرف كيف تتحدث اللغة وكيف تتكيف مع الناس”.
وتحدث فادي عن برنامج عمله اليومي لإدارة الشركة التي عبرت عن مواهبه الخاصة في العمل التجاري وفي البحث عن آفاق جديدة لبناء الذات في سن مبكرة، رغم أنه لايزال بعد على مقاعد الدراسة ويتابع تحصيله العلمي.
نجاحات وإنجازات
وشرح فادي برنامجه اليومي بالقول: “استيقظ في الساعة الخامسة صباحًا يوميًا لزيادة وقتي واستغلاله بفعالية، أقفز مباشرة إلى العمل، وأتفحص أي تحديثات من الشركة، بعد بضع ساعات من العمل، أبدأ التحضير للمدرسة، بعد المدرسة أتوجه إلى صالة الألعاب الرياضية لأنني أعتقد أن اللياقة مهمة، وبمجرد أن أصل إلى المنزل أدرس وأكمل المهام المدرسية”.
وتابع بالقول: “رغم أنني أقدّر شؤون شركتي، أسعى إلى إعطاء الأولوية لتعليمي، وبعد العمل المدرسي أقضي الساعات المتبقية في المساء لتركيز انتباهي على الشركة”.
شغف فادي بالأعمال التجارية والعناية بالبشرة بدأ عندما كان فتى، وجاءت تجربته في مجال الأعمال عندما اعتاد رسم الصور وبيعها لأقرانه في الحي وفي هذا يقول: “أعتقد أن عالم الأعمال مثير جدًا وله معنى عميق بالنسبة لي، فعملي في إدارة شركة للعناية بالبشرة شيء أحب فعله حقًا، لقد نقلني إلى آفاق جديدة كاملة، وجعلني اختبر عوالم جديدة”.
طموح بلا حدود
ورغم مواهب فادي الفنية المتعددة بدءاً من الرسم وانتهاءً بالتمثيل، إلا أن حلمه هو دراسة القانون، وشغفه بالفن والتجارة لا يمنعه من التفكير بطريقة أخرى في رسم مستقبله المهني في مجال مختلف، حيث قال: “أعتقد أن التمثيل جزء مهم جدًا من فنون الأداء، والفن عموما جميل للغاية حيث يمكنك بالفعل تحويل المكان الذي يسير فيه الشخص ويمكنه إظهار عواطف شخص ما وكيف يمكن للشخص تغيير صوته وكيف يمكن أن يتحول إلى شخصيات مختلفة”.
ويعتبر فادي نموذجاً ناصعاً ومبهراً لما استطاع الجيل السوري الجديد القيام به في دول المجر بالرغم من مآسي الحرب والتهجير، ليثبتوا للعالم أجمع مدى الطاقات الجبارة المختزنة لدى الشعب السوري، والتي كبتها نظام الأسد لمدة أكثر من نصف قرن بقمعه وجبروته وعداوته للنهضة والحرية.