تخطى إلى المحتوى

الرئيس التركي يبدي استياءه من ميليشيا روسية تقف إلى جانب قوات الأسد في سوريا

قال الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” خلال مقابلة مع قناة تلفازية محلية بأن بلاده لا يمكن أن تلزم الصمت حيال مرتزقة مثل مجموعة “فاغنر” التي تساندها روسيا، وتدعم قوات “خليفة حفتر” الانقلابية في ليبيا ودول أخرى.

وتابع أردوغان: “إنهم يعملون حرفياً كمرتزقة لصالح حفتر في ليبيا عبر المجموعة المسماة فاغنر، لن يكون من الصواب أن نلزم الصمت في مواجهة كل هذا”، على حد قوله.

وتأتي تصريحات أردوغان بعد يوم من توقيع بلاده اتفاقية أمنية وعسكرية بين حكومة الوفاق الوطني الليبية المعترف بها دولياً، ما يفتح المجال لمساعدة عسكرية تركية محتملة ضد قوات حفتر التي تشن هجوماً على العاصمة طرابلس منذ أشهر.

وكانت حكومة الوفاق قد أعلنت في وقت سابق أن ما بين 600 و800 مرتزقاً من ميليشيا “فاغنر” يساندون قوات حفتر، مشيرةً إلى أن لديها أدلة تثبت تنقلات هؤلاء المرتزقة من سوريا إلى ليبيا.

إقرأ أيضاً : مبعوث الاحتلال الروسي في سوريا: إدلب هي منطقة من مسؤولية الأتراك ولا عمليات موسعة فيها

ومن المعروف والمثبت أن تلك الميليشيا الروسية تلعب دوراً فاعلاً على الأرض السورية في سبيل دعم قوات نظام الأسد ضد فصائل الثورة السورية، وذلك منذ بدء التدخل العسكري الروسي المباشر عام 2015.

وتستخدم روسيا تلك الميليشيا كواجهة لمهامها القذرة فيما وراء الحدود لدعم الأنظمة القمـ.عية الديكتاتورية التي تساندها حول العالم، وقد تم رصد تواجد تلك الميليشيا في سوريا وليبيا والسودان وأوكرانيا وفنزويلا.

ويدير هذه الميليشيا ويمتلكها واحد من أقرب رجال الأعمال الروس المقربين للرئيس الروسي الحالي “فلاديمير بوتين”، ألا وهو رجل الأعمال “يفغيني بريغوزين” المعروف بلقب “طباخ بوتين”.

عقوبات مشددة

وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد أعلنت منذ شهرين عن عقوبات مشددة على عدة شخصيات وكيانات روسية شملت بريغوزين وغيره من المقربين لبوتين، وذلك كونه مسؤولاً عن شركة أبحاث على الإنترنت سعت لتقديم الدعم لانتخابات الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب”.

من جهتها نشرت وزارة الخارجية الروسية آنذاك بياناً عبَّرت فيه عن “دهشتها” من العقوبات الأمريكية الأخيرة، متوعدةً بأن الهـ.جوم ضد روسيا “لن يمر دون رد” على حد وصفهم

إضافة إلى ذلك تواجه روسيا سلسلة متوالية من العقوبات الاقتصادية الأمريكية ضد شخصيات وشركات كبيرة فيها، الأمر الذي يضع الاقتصاد الروسي – المتهالك أصلاً – أمام مصاعب تزيد من مآزقه، حيث تم فرض عقوبات اقتصادية جديدة مؤخراً ضد شخصيات وكيانات روسية لمشاركتها في تزويد الوقود للطائرات الداعمة لنظام الأسد.

ردّ روسي

بينما اعتبرت وزارة الخارجية الروسية بأن العقوبات الأمريكية أمر “غير مقبول على الإطلاق”، وقال “سيرغي فيرشينين” نائب وزير الخارجية الروسي في بيان له بأن هذا “استمرار للسياسة الأمريكية القديمة التي تستند إلى العقوبات من جانب واحد والتي نعتبرها غير مقبولة على الإطلاق”.

وتشارك روسيا نظام الأسد منذ أواخر شهر نيسان أبريل الماضي حملة عسكرية مكثفة ضد محافظة إدلب السورية التي تعتبر آخر معاقل الثورة السورية في البلاد، حيث تشن كل من قوات الاحتلال الروسي وميليشيات نظام الأسد تصعيداً مكثفاً ضد المحافظة ومحيطها، موقعة – كعادتها – دماراً هائلاً في البنية التحتية والمرافق العامة وأهمها المشافي ومراكز الدفاع المدني.

مدونة هادي العبد الله