تخطى إلى المحتوى

لأجل معرة النعمان ابنة الأديب محمد الماغوط ترفض وسام الاستحقاق الذي منحه بشار الأسد لوالدها

صرحت الشاعرة السورية “سلافة الماغوط” ابنة الأديب السوري الراحل “محمد الماغوط” بأنها ترفض الوسام الذي قدمه رأس النظام السوري “بشار الأسد” لوالدها في الماضي، وذلك في رد منها على ممارسات ميليشيات النظام في إدلب مؤخراً.

وقالت سلافة الماغوط عبر حسابها في “فيسبوك”: “الوسام الذي أهداه بشار الاسد لوالدي لا اريده، لا اقبل كوريثة وساماً من مجـ.رم، رداً على أحداث معرة النعمان”، حيث أن بشار الأسد كان قد منح وسام الاستحقاق السوري لمحمد الماغوط عام 2005.

وأضافت ابنة الأديب الراحل المعروف في تعليقاتها على المنشور: “ما عاد عندي صبر من البداية موقفي هو نفسه منذ البداية بس ما حبيت اخسر اهلي في سوريا لأنهم حياديين من الخـ.وف طبعا، بس وقاحة اعلام هالنظام لا سابق لها ولا مثيل”.

إقرأ أيضاً: صاحب مقولة “معارضة الكلب” خارج الفيس بوك نهائياً ووالده يعلن ذلك

وتابعت: “من ورا بشار صرت اخجل قول انا سورية الناس ترى فقط الظاهر في الخارج ولا يعرفون ان كان على حق أو لا يعني صورة سوريا ومصير سوريا واسم سوريا بيد رجل معتوه”.

ومحمد الماغوط شاعر وأديب سوري كبير يعد من أبرز شعراء قصيدة النثر في الوطن العربي، ولد الماغوط في مدينة “سلمية” الواقعة في شمال شرق محافظة حماة السورية، وتلقى تعليمه الثانوية في إحدى المدارس في ريف دمشق، وانتسب إلى الحزب “القومي السوري الاجتماعي” منذ شبابه، مما تسبب في دخوله السجن عدة مرات.

في خمسينيات القرن الماضي، تعرض الماغوط إلى الاعتقال في السجن بعد اغتيال “عدنان المالكي”، واتهام الحزب القومي السوري بالوقوف وراء العملية، فتعرض أفراد الحزب للملاحقة والاعتقال، ومن ضمنهم الماغوط، الذي أمضى في السجن بضعة شهور.

سجل من الكفاح والأدب

في ستينيات القرن الماضي، أقبل الماغوط على العمل الصحفي، فنشر عدد مقالات ساخرة في مجلة البناء، وأصدر مسرحية “المهرج” عام 1960، بعدها عيّن الماغوط رئيس تحرير مجلة الشرطة، وكتب فيها مقالات ساخرة دوريًا.

عاش الماغوط في بيروت فترة طويلة من حياته، وعمل الماغوط في عدد من الصحف السورية والعربية، وكتب عدة دواوين شعرية، فضلًا عن تأليفه بعض المسرحيات السياسية الساخرة التي انتقد فيها الأوضاع في سوريا وسائر بلدان الوطن العربي.

وبالإضافة إلى ذلك ألف الماغوط عددًا من المسرحيات الساخرة أهمها: ضيعة تشرين، وغربة وكاسك يا وطن، واستمر الماغوط بالعمل الصحفي خلال عقد السبعينيات، فكتب في صحيفة تشرين السورية، كما كتب أيضًا في مجلة المستقبل، التي كانت تصدر في مدينة باريس الفرنسية.

علاقة شك

كانت فترة الثمانينيات من القرن الماضي كارثية على حياة الماغوط، إذ فجع بوفاة أخته ووالده وزوجته خلال مدة قصيرة بين عامي 1984 و1985، وبعدها بثلاثة أعوام توفيت والدته أيضًا، كان لوفاة زوجته أثر بالغ عليه، وحزن عليها حزنًا كبيرًا، ولم يتزوج مجددًا بعد وفاتها.

عاد الماغوط بعد ذلك إلى التأليف، فكتب عدة سيناريوهات لأفلام سينمائية مهمة مثل التقرير، والحدود، والمسافر، بالإضافة إلى بعض المسلسلات التلفزيونية أشهرها حكايا الليل، من جهة أخرى، نشر الماغوط نصوصًا شعرية جديدة في مجلة الوسط التي تصدر في لندن، إلى أن توفي الماغوط في دمشق عام 2006 عن عمر ناهز 72 عاماً.

كانت علاقة الماغوط بنظام الأسد – منذ أيام الأسد الأب – علاقة معقدة يشوبها الشك المتبادل، إذ كان الماغوط يظهر السلم الممزوج باللامبالاة تجاه النظام، بينما كان النظام يظهر له الود والتكريم تملقاً ومخافة قلمه الجريء وكلمته الحرة.

مدونة هادي العبد الله