قال الكاتب الامريكي المختص في الشؤون الخارجية والأمن القومي “جوش روغين” بأنه في الوقت الذي يشق فيه نظام الأسد طريقه بالــ.مذابــ.ح إلى نصر على الأرض في سوريا، تستــ.غل شريكته روسيا الأمم المتحدة لمحاولة قطع المساعدات الإنسانية عن ملايين السوريين الأبرياء.
وقال روغين في مقال نشره ضمن صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية بأن استخدام روسيا والصين حق النقض “الفيتو” يوم الجمعة الماضي ضد قرار مجلس الأمن كان سيجدد جزئيا التفويض الدولي بطرق عبر الحدود تتيح تدفق الغذاء والدواء إلى أجزاء من سوريا خارج سيطرة نظام الأسد.
وهذه الطرق من تركيا والعراق والأردن كانت قد حظيت بموافقة الأمم المتحدة طوال ست سنوات، لكن روسيا تسعى الآن إلى إغلاقها، وترى الحكومة الروسية نظام الأسد يكسب الحــ.رب، وتعتقد أن منع وصول الغذاء للناس الذين لا يزالون يقاومون حكم الأسد هو وسيلة فعالة لمساعدته.
إقرأ أيضاً : جمعية كويتية تعلن عن حملة لدعم إدلب والداعية نبيل العوضي يدعو للمشاركة فيها
وقال الكاتب بأن القرار قد رعته رسمياً ألمانيا وبلجيكا والكويت وأيدته الولايات المتحدة، في المقابل، اقترحت موسكو قرارا يحصر المساعدات في طريقين فقط يتفق عليهما، وهذا التعديل للقرار حصل على خمس أصوات فقط من أصل 15.
وأشار إلى أن تفويض شحنات المساعدات عبر الحدود تنتهي صلاحيته في العاشر من كانون الثاني يناير القادم، والآن تسابق الحكومة الأميركية الزمن من وراء الكواليس لإيجاد طريقة لتجنب وقوع كــ.ارثة إنسانية أخرى في سوريا، على حد قوله.
السعي لفرض نصر عسكري
وقال روغين نقلا عن مسؤول كبير في الخارجية الأميركية بأن جهد روسيا لحـ.ظر طرق المساعدات كان متعمدا وخطط له بعناية، وأضاف بأن الحكومة الروسية تكثف جهودها لمساعدة الأسد في تأمين نصر عسكري وإخراج الولايات المتحدة من البلاد.
وألمح الكاتب إلى اعتقاد موسكو بأن التزام الولايات المتحدة في سوريا يتلاشى، وهو انطباع تعززه سياسات الرئيس الأميركي “دونالد ترامب” الفوضوية في المنطقة، بما في ذلك “فصامه الأخير” – على حد تعبير الكاتب – بشأن القوات الأميركية هناك، وهو ما جعل موسكو والأسد يضغطان بقوة من أجل إيجاد حل عسكري للحرب، وبالتالي تقليل أهمية الدبلوماسية الدولية.
إيجاد بدائل
وقال روغين بأن خطة موسكو لقطع المساعدات الإنسانية هي جزء من حملة أوسع لإجبار كل مجموعات المساعدات على العمل من خلال حكومة دمشق، وهذا يعطي الأسد سيطرة على المساعدات المنقذة للحياة، مما يمكنه من إطعام أنصاره وتجويع أي شخص يقاوم حكمه الوحــ.شي بينما يبتعد عن الجهود الدبلوماسية الدولية.
وختم الكاتب مقاله بأنه إذا لم تتزحزح روسيا عن موقفها فإنه يجب على الولايات المتحدة والحكومات الأخرى ذات الضمائر ضمان استمرار تدفق المساعدات إلى المدنيين الذين ما زالوا يقاومون النظام، فالحــ.رب السورية لم تنتهِ بعد، ولا يمكن السماح للأسد وحليفه الروسي بتجــ.ويع ملايين الأبرياء ببطء لإجبارهم على الخــ.ضوع لهما.