ضمن تحليل استراتيجي له إزاء الأوضاع الراهنة في المنطقة على الموقع الإلكتروني للقناة الإسرائيلية الـ 12، قال “إيهود يعاري” المحلل السياسي الإسرائيلي بأن بلاده قد حققت “فشلاً استراتيجياً” في الحرب التي تشهدها سوريا منذ أعوام على حد قوله، لافتاً إلى أن شعوراً بالأسف يخالج القيادة الإسرائيلية التي كان بإمكانها الإطاحة بنظام الأسد في السابق.
وكتب يعاري في سياق تحليله قائلاً: “للمرة التي لا أعرف عددها، أعود وأقول إن إسرائيل قد حققت فشلاً استراتيجياً في الحــ.رب الأهلية بسوريا”، موضحاً بأن “الحذر المفرط لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وقيادة أركان الجيش الإسرائيلي، قد حال دون الإطاحة بالأسد في السابق”.
وأكمل يعاري بقوله: “كان ذلك ممكناً دون أن يتطلب الأمر إرسال الجيش الإسرائيلي إلى دمشق، والكثيرون في هيئة الأركان الإسرائيلية يشعرون اليوم بالأسف، لأنهم فضلوا الشيطان الذي نعرفه، على شيطان نجهله، لكي يتولى الحكم في دمشق” على حد وصفه.
وأكد المحلل الإسرائيلي بأن الضربات العـسكرية التي تشنها تل أبيب، على أهداف تقول الأخيرة بأنها تابعة لإيران في سوريا، لم تمنع إيران من التموضع عسكرياً هناك ومد نفوذها العسكري على الأرض.
إقرأ أيضاً : الإعلامي “فيصل القاسم” يكشف التآمر العالمي مع نظام الأسد رغم إصدار قانون قيصر
وأكمل بالقول: “من المؤسف أن وزير الدفاع المؤقت نفتالي بينت، يكثر من تهــ.ديد الإيرانيين بشكل غير ضروري، هذا لا يضيف أي شيء إلى المحاولة الإسرائيلية للحد من تمركز الحرس الثوري الإيراني في سوريا، ولكنه يدفع الإيرانيين فقط للتفكير في طرق لإبطاء أو تعطيل الهــ.جمات الإسرائيلية”.
وقال المحلل الإسرائيلي بأن على إسرائيل أن تأخذ على محمل الجد مسألة تحذير “علي أكبر ولايتي” مستشار المرشد الإيراني “على خامنئي” من أن إسرائيل “سوف تندم على تصرفاتها” على حد تعبير ولايتي ومزاعمه.
كما حذر من أن إيران قد تشن “هجــ.وماً انتــ؟قامياً” على إسرائيل مشابها للهــ.جوم الذي وصفه بـ “الناجح”، والذي ادعى بأنها قد نفذته في أيلول سبتمبر الماضي ضد منشأتين تابعتين لشركة “أرامكو” السعودية شرقي المملكة، في الوقت الذي نفت فيه إيران أية ضلوع لها في هذه العملية.
هجوم مشابه
وقال يعاري بأن هــ.جوم أرامكو “نفذته إيران باستخدام 25 صاروخ كروز، وطائرة بدون طيار تم إطلاق معظمها من قاعدة داخل أراضيها”، مؤكداً بأن لدى إيران القدرة على “تنفيذ هجــ.وم أكثر تواضعا بشكل مماثل ضد إسرائيل انطلاقا من سوريا والعراق”.
وتابع بقوله: “ليس لدى إسرائيل خيار سوى مواصلة وتكثيف العمليات ضد بناء آلة الحرب الإيرانية على الأراضي السورية، ولا يجب السماح لهم الإيرانيون تحت أي ظرف بتحويل هذا القطاع إلى جبهة قتال، تشكل تهــ.ديدا وتواصلاً جغرافياً للجبهة مع حزب الله في لبنان”.
وأكد بأن إسرائيل قد فشلت في منع إيران من استمرار زحفها داخل سوريا بصواريخ وطائرات مسيّرة، ومنشآت استخبارية ومليشيات مسلــ.حة، ولفت إلى أن المحاولة الإسرائيلية لإقناع الأسد بأنه لم يعد بحاجة إلى إرضاء رغبة الإيرانيين، لم تؤت ثمارها، على حد قوله.
معطيات جديدة
واستدل يعاري على صحة كلامه من خلال التصعيد الذي تشهده محافظة إدلب شمال غربي سوريا، بقوله: “في المعركة التي تدور حاليا بمحافظة إدلب مثلا، ليس للإيرانيين دور ذي أهمية فيها، ومع ذلك لا يحاول الأسد إيقافهم أو الاستغناء عنهم”.
وأشار يعاري إلى فشل إسرائيلي آخر، تمثل في مناشدة تل أبيب للكرملين بأن روسيا لم تعد بحاجة للقوات البرية الإيرانية في سوريا، دون أن تلقي آذانا صاغية، وقال بأن إسرائيل وإيران قد أصبحتا في مسار تصادمي يسير ببطء تجاه مواجهة ستخرج عن النمط الحالي للصراع، على حد تحليله.
وختم بقوله: “الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورجاله يرون تلك التطورات دون أن يفعلوا الكثير، صحيح أن الأمريكان باقون في شرق الفرات والحديث عن التخلي عن الأكراد مبالغ فيه جداً، لكن في نهاية الأمر يترك ترامب إسرائيل وحدها سواء لكبح إيران، أو لتعلم كيفية التأقلم مع الطيران الروسي على الجانب الآخر من الحدود”.