قام مركز “ليفادا” المستقل للأبحاث والتحليل وسبر الآراء مؤخراً بإجراء استطلاعيّ رأي في روسيا، كاشفاً عن تراجع اهتمام المواطن الروسي البسيط بالشأن السوري مقارنة بالسنوات الماضية.
وأوضح المركز بأن الموضوع السوري لا يعدّ اولوية بالنسبة للروس في 2019، وبحسب المركز فإن الشأن السوري قد حل في المرتبة الخامسة بالنسبة لاهتمامات المواطن الروسي، إذا أن 24 في المئة من الروس قد رأوا بأن مشاركة روسيا لدعم نظام الأسد هي الحدث الأهم في العام 2019، مقابل 44 في المئة أشاروا إلى أن الحدث الأهم هو الإصلاحات في نظام التقاعد وتبعاتها.
وللمقارنة فإن نتائج استطلاع المركز في 2017 كانت قد بينت بأن الحدث الأهم حينها كان اعلان الانتصار في روسيا على تنظـ.يم “داعش” وسحب القوات الروسية من سوريا (كما زعم بوتين طبعاً).
وفي استطلاع آخر حول أهم أحداث العام الماضي، رأى 9 في المئة بأن تحسن الأوضاع في سورية هو الحدث الأول عالمياً، وفي الإجابة على أهم الانتصارات الروسية في العام المشرف على نهايته، رأى 7 في المئة فقط بأن الانتصار هو ببطولة التزلج على الجليد، وحل “الانتصار” في سوريا ثانيا بنحو 5 في المئة.
إقرأ أيضاً: مصادر روسية تكشف رسالة تحذيرية من بوتين لبشار الأسد عن طريق مبعوث الرئاسة الروسي
وتعليقا على النتائج، أوضح الخبراء والمحللون بأن اهتمام الروس بالموضوع السوري قد تراجع كثيراً في العام الحالي، رغم أن وسائل الاعلام الموالية للكرملين تسعى دائماً إلى تسويق “انتصارات روسيا في سوريا” للتغطية على الأوضاع الاقتصادية الصعبة.
وفي سياق مشابه، قام معهد روسي متخصص بالدراسات السياسية والاستراتيجية بنشر تقرير مطول حمل عنوان “سياسة روسيا الميتة في سوريا”، تحدث من خلاله عن هشـ.اشة نظام الأسد، ودور كل من وروسيا وإيران في تقويته ضمن إطار عمل كل طرف منهما لمصالحه.
ونقل “معهد دراسات الحرب” الروسي عن القائد العسكري الروسي السابق في سوريا العقيد “ألكسندر دفورنيكوف” تأكيده بأن روسيا قد شعرت بخيبة أمل بعد اكتشاف المدى الحقيقي لضـ.عف نظام الأسد وقواته وكذلك وجود بشار الأسد على رأس سلطة لاتمتلك من زمام الأمر شيئا في البلاد.
تحالف روسي إيراني
وهذا دفع روسيا لاحقاً للاعتماد على إيران في تأمين قواعدها على الساحل السوري، وفي تعزيز حملاتها الإقليمية الأوسع لتقييد حرية حركة الناتو في البحر المتوسط وتقوية المشروع في إفريقيا.
وأوضح العسكري الروسي في التقرير بأن كلاً من روسيا وإيران تعملان على إنشاء قوات عسكرية جديدة لنظام الأسد، لتخفيف بعض النقص في القوى العاملة لديه مع توسيع شبكاتهما داخل سوريا.
مشدداً في الوقت ذاته على أن روسيا وإيران تتنافسان لإنشاء هذه القوات، وتمتد منافستهما أيضاً إلى الفرص الاقتصادية في المناطق التي يسيطر عليها النظام، بما في ذلك شبكات التـ.هريب التي تتداخل مع الجماعات شبه العسكرية.
الأسد لا يعتمد عليه!
وأضاف بقوله بأن موسكو لا تملك ما يكفي من القوة القتـ.الية المستقلة في سوريا لتأمين قواعدها أو هـ.زيمة الفصائل الثورية، ما يجعلها تعتمد على القوات الموالية للأسد وإيران.
وكانت كل من روسيا وإيران قد أنشأتا على مر السنوات الماضية فيالق وميليشيات، في إطار التنافس بين الطرفين على بسط النفوذ في سوريا، وقد نشبت عدة مناوشات بينهما في وقت سابق في درعا وحمص وحماة ودير الزور بسبب تضـ.ارب المصالح الخاصة بكل جهة من الأخرى.