لقد باتت ظاهرة تحوُل عناصر ميليشيات نظام الأسد واجهزته الأمنية لمجرد شرطة مرور تنظم سير الدوريات الامريكية في شوارع مناطق شرق سوريا، مادة للتفكه والتندر بين السوريين على منصات التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة.
وفي هذا السياق، تناقل سوريون مقطعاً مصوراً يُظهر رتلاً أمريكياً يمر بأحد حواجز ميليشيات النظام في محافظة الحسكة، وسط ترديد أحد ضباط الأسد أمام الرتل “انقلع”! في محاولة سخيفة لإظهار أنفسهم بمظهر المقاومة والممانعة.
وسرعان ما شن سوريون هجوماً ساخراً عقب انتشار التسجيل، بعد أن عنونته صفحات موالية بـ “هكذا تمت الممانعة والمقاومة مع رتل أمريكي مر بأحد حواجز النظام في محافظة الحسكة”!
إقرأ أيضاً: نظام الممانعة يعاقب حاجزاً لميليشيا الدفاع الوطني على اعتراض دورية أمريكية بالقامشلي
وقال أحد السورين بعد نشر المقطع على حسابه الشخصي: “هذا المقطع يحمل إهـ.انة لعناصر الميليشيات وليس كما حاولت الصفحة توظيفه على أنه انتصار لهم بقولهم كلمة انقـ.لع للدورية الأمريكية، يقفون كالدجاج أمام القوات الأمريكية، بينما لا يوفرون طريقة انتــ.قام ضد السوريين”.
وتكرّرت مشاهد قيام ميليشيات النظام بتسهيل مرور دوريات أمريكية من حواجزهم في مدينة القامشلي في ريف الحسكة الشمالي، حيث تداول رواد التواصل الاجتماعي وناشطون سوريون، شريطاً مصوراً بثته قناة روسيا اليوم في تشرين الثاني نوفمبر الماضي، يوثق الشريط عناصر الأسد الذين يتشدق قادتها على الدوام بـ “السيادة الوطنية”.
تمثيلية المقاومة والممانعة
ويظهر العناصر وهم يقفون على جانبي الطريق دون تحريك ساكن، بل إن أحدهم أجبر سيارة مدنية صادف مرورها بين العربات الأمريكية على الابتعاد عن مسار الدورية الأمريكية، الأمر الذي علّق عليه أحد الناشطين السوريين “هذا خير تعبير لسيادة بشار الوطنية، شرهم على السوريين فقط”.
وفي نهاية تشرين الأول أكتوبر الماضي، بثت وكالة الأنباء الفرنسية “فرانس برس” صوراً تظهر نفس الحاجز وعليه صور رأي النظام “بشار الأسد”، بينما تمر القوات الأمريكية بكل سلاسة من الحاجز وعناصره.
مهازل بلا حدود
كما يظهر على صورة بشار اسم أحد أبرز فروعه الأمنية ذائعة الصيت السيء، ألا وهو فرع “الأمن السياسي”، والذي قال عنه أحد المعلقين على الصور ساخراً: “هذا فرع الأمن السياسي مادخلوا بالوجود الأجنبي، بس دخلوا بالمواطنين يالي ألهم اتصال بالأجنبي”، في حين قال آخر “هذا خير تعبير عن السيادة الوطنية التي صدّع بشار رؤوسنا بها”.
وكانت ميليشيا “قسد” قد أعلنت التوصل إلى اتفاق مع قوات نظام الأسد، حول نشر الأخيرة لعناصرها على طول الحدود مع تركيا لمواجهة عملية “نبع السلام” التي أطلقها الجيشان “الوطني السوري” والتركي بمنطقة شرق نهر الفرات شمالي سوريا، للقضاء على ميليشيا “قسد” وإنشاء منطقة آمنة للسوريين.