تخطى إلى المحتوى

منصات إعلامية موالية تنقلب على قناة روسية رسمية لإهانتها لشعبية بشار الأسد

يبدو بأن الشــ.رخ بين إعلام نظام الأسد ونظيره من الإعلام الروسي آخذ بالاتساع شيئاً فشيئاً، وليس ذلك إلا انعكاس لتغير المزاج العام داخل النظام الروسي إزاء شخصية “بشار الأسد” نفسه – دون نظامه – تلك الشخصية التي يتعبرها عبيدها خــ.طاً احــ.مر وصنماً لا يجوز المساس به بأي صورة أو طريقة.

وفي مظهر جديد من مظاهر هذا الخلاف، اتهــ.مت شبكة “دمشق الآن” الموالية لنظام الأسد قناة “روسيا اليوم” الروسية، بالتلاعب بنتائج تصويت إلكتروني على موقعها، وادعت بأنها قد تعمدت إظهار ضعف شعبية رأس النظام السوري بشار الأسد لأسباب غير مفهومة.

وقالت “دمشق الآن” من خلال صفحتها على موقع “فيسبوك” في تعليق على نتائج تصويت موقع القناة الروسية حول “الرئيس العربي الأبرز لعام 2019” ما يلي: “ما الذي يجري في موقع RT الإلكتروني؟ مَن يتلاعب بالتصويت ولصالح مَن؟ مَن المسؤول عن التغييرات الفجـ.ائية في نِسَب التصويت؟”.

إقرأ أيضاً : عشيق سابق لبشرى الأسد يخاطب بشار بضرورة رحيله وتركه للسلطة في سوريا

وزعمت الشبكة الموالية بأنه وعلى الرغم من مشاركة عشرات الآلاف بالتصويت لصالح بشار الأسد فإن نسبة المصوتين أخذت بالتناقص دون معرفة السبب، على حد زعمها، ووجهت اتهاماً للقناة الروسية بأنها قد تلاعبت بنتائج التصويت بشكل متعمد ضد رأس النظام عَبْر التلاعب البرمجي.

الجدير بالذكر أن الصورة التي استندت إليها الصفحة الموالية لاتهام القناة الروسية لا تظهر أي نوع من التلاعب، وإنما تظهر فارقاً كبيراً بالأصوات لصالح رؤساء دول عربية على حساب رأس النظام السوري، وكأنه من الضروري أن يبقى صنمهم دائماً فوق كل الأصنام الأخرى!

ويبدو بأن انتقال الانتقاد الروسي إلى شخص الأسد نفسه قد أثار حفيظة قطيع مؤيدي الأسد وعبيده، والذين يعتبرون الأسد خطاً أحمر فوق النقد، إذ عندما كان النقد الإعلامي الروسي يتناول مواضيع مثلاً تتناغم مع ما يكرره إعلام النظام عن “فساد الحكومة” أو ما شابه من عبارات تبرئ الأسد شخصياً من مسؤولية كل ما يجري في البلاد على كافة المستويات

الإعلام الحليف!

وكان الإعلام الرسمي يثني على دور “الإعلام الحليف” ويستعين به لتقوية خطابه أمام الجمهور المحلي، بوصفه “إعلاماً أجنبياً محايداً” على حد زعمهم.

وبطبيعة الحال، فإن التراشق الإعلامي بهذه الصورة قد يكون تخفيفاً من حدة اللهجة بين الجانبين، حيث يتم النشر دائماً لكتاب “يعبرون عن وجهة نظرهم” فقط، مع عدم وجود لهجة مماثلة في الخطاب الدبلوماسي الرسمي بين الجانبين، ويفسح هذا الأسلوب غير المباشر مجالاً لعدم إلحاق ضرر كبير بالعلاقات بين الطرفين، وإن كان يشي بوجود خلل حقيقي.

استياء روسي

ومؤخراً، اتجه الإعلام الروسي عموماً لينتقد – بشكل غير مسبوق – تصريحات الأسد تجاه عدد من الملفات، منها تصريحاته بخصوص اللجنة الدستورية، بالإضافة لتصريحاته التي هاجم فيها الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” ووصفه باللـ.ص، ما استفز شبكات إعلامية مقربة من الكرملين للرد، ومن ضمنها شبكة روسيا اليوم التي نشرت بالعربية مقالاً اعتبرت فيه تصريحات الأسد صـ.اخبة وغير مسؤولة.

وظهر الأسد في حوارات متكررة مؤخراً، ما أثار تحليلات كثيرة في وسائل الإعلام المعارضة، والتي رأت أن الأسد قد خضع لضغوط روسية للمشاركة في أعمال اللجنة الدستورية، ثم حاول بكل السبل التهـ.رب منها وتعطيل أعمالها، ما استدعى رداً روسياً غير مباشر عبر الإعلام الروسي.

مدونة هادي العبد الله