تخطى إلى المحتوى

طلاب جامعيون في تركيا يعيشون تجربة الحياة في إدلب بالصوت والصورة (صور)

في سياق محاولات الناشطين السوريين حول العالم حشد الرأي العام العالمي إزاء التعاطف مع القضية السورية، وبالأخص مع محافظة إدلب التي تشهد تصـ.عيداً اسدياً روسياً ضدها وضد مدنييها، قام طلاب سوريون في إحدى الجامعات التركية بتنظيم حدث هام في جامعتهم لإيصال معاناة السوريين إلى رفاقهم ومجتمعهم المضيف.

إذ نظم اتحاد الطلبة السوريين في جامعة “سكاريا” التركية فعالية تحت عنوان “هل تريد العيش في إدلب لمدة دقيقة؟”، وذلك على مدى يومي الخميس والجمعة الماضيين، وجاءت تلك الفعالية بهدف تعريف الطلاب الأجانب بشكل عام والأتراك بشكل خاص على معاناة أهالي محافظة إدلب، جراء الحملة العسكرية المكثفة التي تشهدها في الفترة الأخيرة.

وأقام الاتحاد معرضًا للصور عن إدلب، مرفقًا بمعلومات باللغة التركية تشرح الوضع الإنساني وحركات النزوح والقصــ.ف الممنهج على المدينة، كما نقل الطلاب السوريون معــ.اناة أهالي مدينة إدلب من خلال تسجيلات صوتية للقــ.صف الحاصل هناك، استمع إليها الطلاب الأتراك كل على حدة، باستخدام السماعات وبرفع درجة الصوت إلى أقصى حد وبإغماض العينين.

إقرأ أيضاً : شاب سوري يوصل رسائل من أهالي معرة النعمان لطلاب أتراك ويطلب منهم قرائتها (فيديو)

ونشر الطلاب السوريون صورًا تظهر ردة فعل الطلاب الأتراك، عند خوضهم التجربة وسماعهم لأصوات القصــ.ف من الطيران الحربي في سوريا، وفي حديث لصحيفة “عنب بلدي”، قالت العضو في اتحاد الطلبة السوريين في جامعة سكاريا “آمنة طلال عنقا” بأن المبادرة قد لاقت تفاعلًا كبيرًا من الطلاب، إذ لم يكن لدى العديد من الطلاب المشاركين بالفعالية أدنى فكرة عما يحصل في سوريا.

وأضافت آمنة بأن المبادرة قد أعطتهم فرصة للسؤال والاستفسار بشكل أكبر عن الأحداث التي تجري هناك، وبفضل الشباب السوريين الموجودين في الجامعة، استطاعوا إيصال حقائق كثيرة لهم كانت مغيبة عنهم، مؤكدة بأن المبادرة لم تكن حصرية بجامعة سكاريا، إذ تواصل الاتحاد مع جامعات أخرى لإيجاد نشاطات مشتركة، وطبقت جامعة “دوزجه” نفس التجربة.

معرض صور في جامعة سكاريا لنقل معاناة إدلب
تجربة القصف صوتياً في جامعة سكاريا
تجربة القصف صوتياً في جامعة سكاريا

ونقلت الطالبة التركية المشاركة في الفعالية “سمية كارا بيكتاش” تجربتها قائلة بأنها لم تكن تعرف شيئًا عن الحملة العسكرية التي تجري في إدلب، ولم تكن تعرف بأن لديها زملاء سوريين مثقفين هم أصحاب قضية ويحبون وطنهم.

وقالت سمية في هذا الصدد: “كنت أرحب بوجودهم ضمن شروط معينة، لكن بعد أن تعرفت عليهم من خلال التجربة أقول بكل تأكيد إن مكانهم على رأسنا”، وأضافت بأنها إلى الآن متأثرة مما سمعته لمدة دقيقتين فقط، مشيرة إلى أن مجرد التفكير بالاختيار بين الظلم أو الابتعاد عن الوطن أمر صعب للغاية.

خطوات عملية

وفي تجربة مشابهة، وضمن اختبار لردة فعل الأتراك حول ما يجري للأهالي إدلب، قام الناشط السوري “عبد الرحمن الرشيد” بإجراء تجربة تتلخص في كتابة رسائل باللغة التركية موجهة من أشخاص حقيقيين في الداخل السوري المحرر، ينتمون لكافة الأعمار والثقافات والمهن، ومن الجنسين.

وبعد ذلك، قام بوضع جميع الرسائل المغلقة ضمن إناء زجاجي، ليقوم بمقابلة بعض الشباب الأتراك وجعلهم يسحبون أية رسالة بشكل عشوائي لقراءتها، والتعليق عليها.

رسائل من قلب المعاناة

وبالفعل، فقد كانت ردود أفعال الشباب الأتراك مجمعة على التعاطف المطلق مع أهالي إدلب، وتمنياتهم لهم بزوال تلك المحنة وعودة السلام إلى أوطانهم، والسخـ.ط على الظـ.لم والطـ.غيان الواقع عليهم.

وقد نشر الناشط عبد الرحمن الرشيد مقطع الفيديو الكامل لكافة المقابلات والرسائل التي وجهها الأتراك إلى الداخل السوري، وذلك على كل من حسابيه في فيسبوك ويوتيوب، قائلاً: “بكلمات عفوية ومشاعر صادقة، استقبل اخوتنا الأتراك رسائل إخوانهم السوريين الهاربين من بلدانهم بسبب القــ.تل والهــ.جوم الذي يتعرضون له هذه الأيام في شمال سوريا”.

مدونة هادي العبد الله