خلال الأسبوع الماضي، ومع اشتداد التصعيد الأسدي الروسي ضد محافظة إدلب، امتدت حملات التضامن مع أهالي المحافظة المنكوبة بعد كل من درعا والسويداء إلى محافظة اللاذقية شمال غربي البلاد، والتي تعد أحد أبرز خزانات القاعدة الشعبية لنظام الأسد.
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي يوم أمس صورة من أحد مرافئ مدينة “جبلة” في شمال اللاذقية، تظهر ناشطاً يحمل بيده عبارة: “من قلب جبلة إلى إدلب القلب، نحن معكم وندعو لكم”، علماً بأن المدينة تخضع لسيطرة نظام الأسد وتحتوي على عدد ضخم من شبيحته.
وليلة السبت الماضي، خط مجهولون في حي “النهضة” بمدينة السويداء عبارات تضامنية مع أهالي محافظة إدلب على خلفية ما يتعرضون له من مـ.آسٍ إثر الحملة العسكرية التي تشنها روسيا وميليشياتها.
إقرأ أيضاً : الاتحاد الأوربي والخارجية الألمانية يصرحان حول تصـ.عيد الأسد وروسيا على إدلب
كما قام ناشطون ثوريون سوريون بتوجيه رسالة إلى رأس النظام السوري “بشـار الأسد” وميليشياته من داخل مدينة “معرة النعمان” يوم الجمعة الماضي، وذلك عبر مقطع مصور قاموا بتصويره من بين الركام الذي تحولت إلى مباني المدينة إثر القصــ.ف الروسي الأسدي.
وقال أحد النشطاء عبر مقطع الفيديو: “صامدون ومعرة النعمان عصية على جميع الطغاة”، ليقول واحد آخر: “يا بنعيش هون يا بنمــ.وت هون”، كما يظهر عبر الفيديو، أحد النشطاء وهو يرسم صوراً لبعض الأشخاص، يبدو أنها إشارة إلى النازحين من المدينة، مستخدماً الألوان الزاهية الدالة على عودة الحياة فوق الركام.
مدينة أشباح
وكانت مدينة معرة النعمان قد تحولت إلى مدينة أشــ.باح في الأسبوعين الأخيرين بعد أن كانت مكتظة بالسكان والنازحين من المناطق السورية الأخرى، إلا أن أهلها النازحون المقيمين فيها قد اضطروا للنزوح منها بسبب ضغط القصــ.ف الأسدي الروسي، وسط التهــ.ديد باجتياحها من قبل قوات النظام وميليشياته في الأيام القادمة.
وقد وثق فريق “منسقو الاستجابة” خلال الأسبوع الماضي نزوح نحو 250 ألف مدني من مدينة معرة النعمان وريفها باتجاه مناطق الشمال السوري والحدود السورية التركية، بينما تواصل قوات النظام وروسيا قصــ.فها الجوي والبري على مناطق ريف إدلب الجنوبية والشرقية.
مناشدات عاجلة
كما قال مراسلو وكالة “فرانس برس” في إدلب بأن هناك موجات نزوح كبيرة قد رصدوها خلال الأيام الماضية، إذ اكتظت الطرقات المؤدية إلى شمال المحافظة بشاحنات وسيارات محملة بالنازحين وحاجياتهم المنزلية.
وقد توالت مناشدات وبيانات الفرق الإنسانية والمنظمات الإغاثية إلى المجتمع الدولي لحشد الجهود وتوفير أقصى إمكانات الدعم لإيواء ومساعدة تلك الأعداد الضخمة من النازحين، وخاصة بأن النزوح في الشتاء يكون له عادةً مضاعفات أليمة وقاسية بسبب سوء الظروف الجوية.