خلال لقاء أجراه معه موقع “5 نجوم” الذي أطلقه الإعلامي اللبناني “سامي كليب” قبل أيام، زعم الممثل السوري الموالي لنظام الأسد “دريد لحام” بأنه “لو كان معارضاً في سوريا، لكان الآن في السجن”.
لكن هذا التصريح “المفــ.اجئ” لم يكن صحوة متأخرة من الممثل الشبيح والمعروف بمواقفه الموالية لنظام الأسد، بل جزءاً من الخلط الدائم في خطاب النظام ومواليه، بين المعارضة السياسية وبين الخــ.يانة الوطنية، كما أنه فصل جديد من فصول مسرحيات نفاقه وتشبيحه.
وعند سؤاله عن عدم تحوله إلى جانب المعارضة رغم أعماله الفنية الناقدة للفساد في البلاد، قال لحام: “كون الإنسان ينتقد، هو شيء، أما أن يصبح معارضاً فهذا شيء آخر، فأنا أنتقد لكن هذا لا يعني أنني معارض، لم أكن ضد الدولة ولكن أنا ضد الغلط والفساد في أداء المسؤولين وما أزال ضده إلى اليوم”.
إقرأ أيضاً: دريد لحام متباكياً على أطفال اليمن ومتجاهلاً أطفال سوريا (فيديو)
ومستمراً في خلط الأوراق والمفاهيم، تابع بقوله: “بمعنى آخر أنا لست ضد الوطن، ولو كنت كذلك لكنت الآن في السجن، أنا ضد الفساد فقط، أما عن سؤالك لماذا لم أصبح معارضاً، فلماذا أريد أن أكون كذلك، لن أكون معارضاً سياسياً ضد وطني”، على حد قوله.
إلا أن حديث لحام عن السجن، هو اعتراف ضمني منه باستخدام نظامه للسجون ضد معارضيه، وحديثه هذا يعبر بشكل واضح وصريح عن وجود الاعتــ.قالات السياسية والاعتــ.قالات التعســ.فية في سوريا الأسد، والتي ينفي النظام وجودها أصلاً!
والمدهش هنا هو التلقائية والبساطة التي يتم بها الحديث عن فكرة الاعتقــ.ال السياسي، وكأنها أمر طبيعي في سياق تجــ.ريم امتلاك أي أفكار معارضة، علماً أنه منذ انطلاقة الثورة السورية العام 2011، كان إطلاق سراح المعــ.تقلين السياسيين في البلاد قضية أساسية في خطاب المعارضين.
أعداد ضخمة
ولا تتوافر أرقام دقيقة عن عدد المعتقــ.لين والمغيبين قسراً في سجون النظام، فيما تقدر الشبكة السورية لحقوق الإنسان عدد المعتقــ.لين والمغيــ.بين قسراً بـما يقارب 150 ألف شخص.
ويكثف الفنانون الموالون للنظام حديثهم في هذه الفترة عن “دورهم الوطني” مقابل تخــ.وين الفنانين المعارضين، فكرر لحام مثلاً حديثه عن العروض المالية التي قدمت له من جهات أجنبية – بحسب زعمه – من أجل تقديم تصريحات معارضة للنظام، لكنه رفضها، وهي التصريحات نفسها التي قدمتها الممثلة “أمل عرفة” في لقاء إذاعي أجري معها قبل أيام أيضاً.
صرماية الوطن!
موقف لحام ليس مفاجئاً، حيث يقول المعارضون للنظام بأنه لم يحافظ على مصداقيته منذ العام 2011، وذلك عندما تخلى عن المواطن السوري الفقير والمسحوق الذي لطالما تحدث باسمه في أعماله الفنية ومسرحياته التي كانت تطالب بالحريات والحقوق الأساسية.
وحتى اعماله الأخيرة قبيل الثورة كانت بهذا الأسلوب، قبل أن يعلن ولاءه المطلق للنظام ضد الفوضى واستعداده للتخلي عن جنسيته السورية في حال سقط نظام الأسد في دمشق، واصفاً المعارضين أكثر من مرة بالمجرمين، وواصفاً نفسه – عن طيب خاطر – بأنه “صرماية الوطن”!